مذبحة فى أسيوط الأخبار العامة

هنا قرية «خارفة» فى ديروط شمال أسيوط، التى كانت تتسم بالهدوء، إلا أنها تحولت إلى بركة دماء بعد أن قُتل 9 فى معركة بين أبناء عمومة بسبب خلاف على ميراث يقدر بـ3 كيلو ذهب و100 فدان، الطمع أعمى عيون أبناء عائلة السماعنا وجعلهم يغدرون بأبناء عمومتهم من عائلة رضوان، ويدبرون لهم مذبحة مروعة هزت أسيوط، بعد أن اتفقوا معهم على عقد جلسة صلح لتسوية الخلافات بينهم إلا أنهم أطلقوا عليهم النيران، وقتلوا منهم 8 وشخصاً آخر كان يمر بالمصادفة فى مكان المذبحة وأصيب 4 آخرون.
أيمن لطفى، الناجى الوحيد، يروى تفاصيل يوم المذبحة، ويقول: «المال، والأرض، والذهب أعمت عيون أبناء عائلة السماعنا، وجعلتهم يقتلون أعمامى، وأبناء أعمامى، وأنا الوحيد الذى نجوت بعدما حاولوا قتلنا جميعاً».
وأضاف: «نصبوا لنا كميناً تم استدراجنا إليه بحجة الصلح منذ يومين بعد أن نشب الخلاف بيننا على 15 فداناً وسرايا، و3 كيلو ذهب هى ميراثنا من سكينة محمد هاشم عمتنا لجدنا، وليس لها وريث، ونحن الورثة الشرعيون لأنها كانت لا تنجب أولاداً، لذلك تمسكنا بحقنا فى هذه الأرض، لأنه سبق أن توفى شقيقها الأكبر، وكان لا ينجب أيضاً، وميراثنا منه كان 85 فداناً، وعائلة السماعنا استولت عليها بالقوة منذ 3 سنوات، لأنهم يمتلكون الأسلحة، ورفضنا أن تضيع حقوقنا، وقررنا أن نطالب بحقنا فى الأرض، والمنزل فشبت خلافات كبيرة بيننا».
وقال والدموع تملأ عينيه: «تدخل كبير العائلة الحاج عبدالعزيز محمد هاشم، ونبه عليهم بعقد جلسة صلح لتهدئة النفوس، وتسليم المنزل، والأرض، وقررنا الذهاب للتفاوض والصلح معهم، ولم نكن نعلم أنهم أعدوا لنا كميناً لقتل كل رجال وشباب العائلة، وجهزوا أسلحتهم الآلية، وفور أن دخلنا حديقة السرايا أطلقوا علينا الرصاص من كل اتجاه إلا أننى تمكنت من الهرب لأننى كنت بعيداً عن مرمى الرصاص، ومات 3 من أعمامى و4 من أبناء أعمامى».
وقال حسن مختار، من أهالى القرية، وأحد شهود العيان: «أفراد عائلة السماعنا حاولوا قتلهم قبل ذلك بدس السم لهم فى العصير، ولكن لم يشرب المجنى عليهم، وعندما ذهبوا للصلح هذه المرة، لم يكن أحدهم مستعداً لهذه المعركة، إلا أنهم أخذوهم غدراً وخيانة».
ويقول محمد الجنيدى، أحد أقارب المجنى عليهم: «تناثرت جثث الضحايا فى كل مكان، وكان المشهد بشعاً، وبعد أن قتلوا الضحايا هددوا جميع أفراد القرية، وفروا هاربين».
كما قُتل فى الأحداث محمود مبروك، 15 سنة، طالب فى الثانوى الفنى، تصادف مروره فى الشارع بمحض الصدفة، أثناء عودته من المدرسة، وقال محمد فاروق، أحد أقارب الضحية: «محمود كان يمر فى الشارع أثناء المعركة، وقُتل دون ذنب اقترفه».
تلقى اللواء أبوالقاسم أبوضيف، مدير أمن أسيوط، بلاغاً بمصرع 9 فى معركة بالأسلحة الآلية بين أبناء عمومة، وعلى الفور انتقل العميد عصام الدسوقى رئيس المباحث الجنائية فى أسيوط، والحماية المدنية، والإسعاف إلى القرية، وعُثر على 9 جثث مصابة بطلقات نارية بينهم 8 من عائلة واحدة وهم أحمد عادل لطفى، وعبدالمالك عبدالحافظ رضوان، ومحمود جلال رضوان، وربيع محمد رضوان، ومحمد محمود جلال رضوان، ومحمود جلال رضوان، وجميل جلال رضوان، وحمادة عزت عبدالقادر، وجثة أخرى لـ«محمود مبروك محمد» الذى تصادف مروره بمحض الصدفة أثناء عودته من المدرسة، وأصيب 4 آخرون بينهم 3 من نفس العائلة.
وكشفت التحريات عن أن صراعاً نشب بين أبناء العمومة من عائلتى السماعنا ورضوان إثر وفاة درديرى عبدالعزيز أحد أثرياء العائلة منذ شهرين، وتوفيت بعده زوجته سكينة محمد هاشم منذ أسبوعين دون أن يكون لهما وريث شرعى، واستولى أبناء عائلة السماعنا على الميراث الذى يبلغ 3 كيلو ذهب، وما يقرب من 100 فدان، ما أثار حفيظة أبناء عمومتهم من عائلة رضوان الذين ذهبوا للاتفاق على تقسيم الميراث الشرعى، إلا أن أفراد العائلة الأخرى، أعدوا لهم كميناً، وقتلوهم، ولاذوا بالفرار، وأحرق أبناء عائلة رضوان الذين نجوا من المذبحة منازل عائلة السماعنا بالقرية.