نشأته ولد في نهاية القرن الثاني أو بداية الثالث، بمدينة انقرة بغلاطية، ومات أبوه الوثني وهو رضيع، فربته أمه المسيحية صوفيا، وأرضعته لبن الإيمان والحياة التقوية. إذ بلغ من العمر 12 سنة مرضت والدته، فاستدعت ابنها وصارت تخاطبه والدموع تنهمر من عينيها، إذ قالت أنها ترى موجة عنيفة من الاضطهاد ستحل بالكنيسة، سائلة إياه ألا يخاف الموت من أجل من صُلب لأجله ولا يرهب الألم، ثم روت له كيف قدمت امرأة عبرانية أولادها السبعة شهداء؛ وأخيرًا قبلته وهي تقول: "يا لمزيد غبطتي أنا التي أقبّل من هو مزمع أن يموت شهيدًا". إذ رقدت الأم صوفيا قامت سيدة تقية تدعى أيضا "صوفيا" بالاهتمام به. سيامته حدث غلاء في غلاطية، فكان الشاب اكليمنضس يجمع الفقراء والمساكين ويعولهم ماديًا كما يهتم بهم روحيًا، وقد صار منهم شهداء كثيرون فيما بعد. إذ لمس الشعب محبة هذا الشاب للفقراء وتقواه ونسكه سيم كاهنًا، وبعد عامين سيم أسقفًا على أنقرة وهو في سن الثانية والعشرين. استشهاده أرسل دقلديانوس دومسيانوس لاضطهاد المسيحيين بغلاطية، فحاول أن يستميله لعبادة الأوثان، وإذ رفض صار يعذبه بعذابات كثيرة بتمزيق جسده بمخالب حديدية ورشقه بالحجارة وإلقائه في السجن. أُرسل إلى روما حيث حاول الإمبراطور نفسه أن يغريه فلم يستطع، عندئذ أمر بتمزيق جسده في دولاب حديدي به أسنان كالسكاكين، وكان الرب ينقذه حتى آمن كثير من الوثنيين، عمدهم بنفسه وسط آلامه في السجن. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء). قيل إنه إذ التفت الجموع حوله في السجن، وفجأة ظهر له شخص بهي بثياب لامعة وكان باشًا قدم له خبزًا وكأسًا فناول منهما الشعب. ومنذ تلك اللحظة تحول السجن إلى كنيسة، الأمر الذي أثار غضب الإمبراطور فقتل كثيرين منهم. صار الإمبراطور يعذبه كثيرًا، وأخيرًا أرسله إلى شريكه مكسيميانوس الذي اصطحبه معه ليعذبه في نيقوميديا فركب معه أغاثانجلوس السفينة الذي كان يود الاستشهاد مع الأسقف. أقلعت المركب حتى بلغت جزيرة رودس، وهناك جاءه المؤمنون يتمتعون ببركته، وإذ كان يصلي معهم أبصروا نارًا ملتهبة على المذبح، فشاع الخبر في الجزيرة، وجاء الوثنيون أيضًا يحملون مرضاهم ليصلي عليهم، واعتمد كثيرون. في نيقوميديا سلمه مكسيميانوس للوالي أغريبينوس الذي عذبه هو وصديقه أغاثانجلوس، وألقاهما للوحوش المفترسة الجائعة فأنست لهما، فتأثر كثير من الوثنيين بذلك وآمنوا بالسيد المسيح. أُرسلا إلى أنقرة حيث حقق الله عجائبه فيهما ليكونا بركة لكثيرين، واحتملا آلامات كثيرة حتى استشهدا. تعيد له الكنيسة اليونانية في 24 من يناير، واللاتينية في 23 يناير، وكنيستنا في 28 طوبه.