القديس أنوسنت أسقف (بابا) روما، وقد تنيح في 12 مارس 417م. ولد في البانو Albano بالقرب من روما، خلف القديس أناستاسيوس على كرسي روما حوالي عام 401م، وقد أظهر في سنوات أسقفيته الـ 16 حيويّة في العمل، وإن كنا لا نعرف الكثير عن حياته الشخصية. كان في روما حين حاصرها ألارك الغوصي في بدء عام 408م، وقد شاهد شعبه وهو يهلك جوعًا، والجثث الملقاة في الطرق أدت إلى انتشار الوباء. باطلاً جاهد مجلس الشيوخ أن يُقيم معاهدة مقبولة، فقد احتقر ألارك مرسليهم. في 24 أغسطس 410م سقطت روما بواسطة الغنوصيين، وكان القديس في ذلك الوقت في زافينا، وكان يسعى وراء الإمبراطور هونوريوس ليرسل عونًا للمدينة، ويقيم سلامًا مع الغازين بشرائهم بالمال، ولكن إذ فُتحت روما لهم وتحطمت، تركا الغزاة بعد 6 أيام خرابًا وانطلق ألارك ورجاله إلى الجنوب ليغزوا المدن الغنية الحصينة، فعاد القديس يرثي مدينته بمرارة. في عهده دخلت شمال غرب أفريقيا في صراع مع أتباع بيلاجيوس، الذي أراد تأكيد الحرية الإنسانية بطريقة مبالغ فيها، فتجاهل عمل النعمة الإلهية وأنكرها، كما أنكر الخطية الأصلية. وقد جاء رد الفعل في مقاومة القديس أغسطينوس لهم، في تأكيد عمل النعمة بقوة، حتى كاد أن يتجاهل الحرية الإنسانية، وقد كتب أساقفة شمال غرب أفريقيا للأسقف كي يستدعي بيلاجيوس ويحرمه.