في عام 383م ذهب القديسان بولينوس أسقف نولا وأبيفانيوس أسقف سلاميس بقبرص إلى تسالونيك حيث كان الأسقف انسخوليوس Anascholius قد تنيح حديثًا، وقد اختير تلميذه أنيسيوس خلفًا له عام 383م. وكما سبق فقلنا غالبًا ما أخذ هذا الاسم عند عماده تذكارًا لاستشهاد القديسة أنيسيا. وقد كتب إليه القديس إمبروسيوس قائلاً له إنه سمع عن غيرته الروحية، راجيًا أن يكون خير خلف للأنبا أسخوليوس، متشبهًا بإليشع كخلف لإيليا النبي. المذبحة المحزنة لا يستطيع أحد أن يصور الحزن الذي ملك على قلب هذا الأسقف بسبب المذبحة التي حدثت في تسالونيك، بناء على أمر الإمبراطور ثيؤدوسيوس. أما سبب هذه المذبحة فهو أن بوثيرك Botheric قائد الفرق الملكية في المنطقة والمقيم في تسالونيك، ألقى في السجن سائق المركبة التي تستخدم في الساحة إذ ضُبط محاولاً ارتكاب جريمة مشينة. وإذ حلّ عيد كبير توسلت الجماهير لدى القائد أن يطلق الرجل من أجل العيد، فيفرح الكل ببهجة الموكب، لكن القائد أصر على عدم إخراجه من السجن، وإذ صارت الجماهير تصرخ مطالبة بخروجه استخدم القائد التصلف، ففقدت الجماهير وعيها وأخذت تلقيه هو وبعض رجاله بالحجارة حتى ماتوا. سمع الإمبراطور ثيؤدوسيوس فاغتاظ جدًا، وأمر بأن يجتمع شعب تسالونيك، في الساحة، وصدرت الأوامر للجند ألا يتوقفوا عن القتل حتى يُقتل سبعة آلف نسمة، وكان الجند ينفّذون الأمر بوحشية وعنف. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء). قيل إن أحد التجار كان قد أخذ أولاده إلى المحفل، وصار يتوسل إلى الجند أنه بريء وأن يتركوه من أجل أولاده فأجابوه أنه لا استثناء لأحد، مهما يكن الأمر. قيل أيضًا إن عبدًا رأى سيده في خطر فتقدم أمامه ليقبل ضربة السيف في صدره وينقذه. لام روفينوس كبير العاملين في القصر موقف ثيؤدسيوس هذا بكونه عملاً بربريًا غير لائق، كما سبب هذا الحدث متاعب بين القديس إمبروسيوس والإمبراطور، ولم يسترح الأول حتى قدم الأخير توبة علنية حتى لا يتكرر الأمر. مجمع كابيوا Capua الاقليمي انعقد تحت رئاسة هذا الأب عام 391م لإدانة بونوسيوس Bonosus أسقف سرديكا، الذي أنكر دوام بتولية القديسة مريم، وادعى أنها أنجبت يعقوب وغيره، وقد حكموا بفرزه. صداقته لذهبي الفم قام أيضًا بدور إيجابي في الدفاع عن القديس يوحنا الذهبي الفم، حيث اضطر إلى الذهاب إلى القسطنطينية للدفاع عنه. وقد تنيح عام 410 م (30 ديسمبر).