على مدى الاسبوع الماضي والحالى كانت هناك مشاهد متكررة من البلطجة المستفزة في سطوتها وليس في اجرامها فالبلطجي مجرم بطبعه ولكن المستفز هو مكان ارتكاب جريمته وكيفيتها وهو ما يشعرنا بالاسى والحزن بما يساوي الحزن من الجريمة نفسها ..
• فبالأمس كانت قمة البلطجة والمؤسف انها تحدث مع وجود امني مكثف من الشرطة والجيش اثناء محاكمة الرئيس المخلوع بالتجمع الخامس .. ما حدث من اشتباك بين مؤيدي الرئيس المخلوع وبين اسر الشهداء هو قمة البلطجة لان التعزيزات الامنية المكثفة لم تردع هؤلاء ولا هؤلاء من الاشتباك لعملهم بالضعف والوهن الذي دب في جسد الشرطة بعد متابعة لهم منذ انهيار جهازهم الامني بعد 25 يناير ، وايضا قمة البلطجة ان يقاتل هؤلاء البلطجية مأجورين او مرتزقة عن رئيس يحاكم وربما يعدم ويشتبكون مع اسر شهداء ينتظرون قضاء عادلا يقتص ممن سحق فلذات اكبادهم .
كانت البلطجة امس امام قوات امنية مكثفة وهو المستفز في هذا الموقف ان هؤلاء البلطجية لم يعودوا يخافون او يهابون رجال الشرطة لتأكدهم انهم لن يحدث لهم اي شيء .
• المشهد الثاني من البلطجة المستفزة ماحدث الاسبوع الماضي في حي شبرا مع زوجة وبنتيها الصغيرتين تقف بجوار منزلها وتحاول بكل طمأنينة ان تجد مكانا لسيارتها لتوقفها فاذا ببلطجي يهجم عليها ويخطف حقيبة يديها بما تحويه من اموال واوراق وبطاقات وسط حالة من الرعب والذعر التي اصابت الام و بنتيها .. والمستفز في ذلك ان البلطجي بعدما خطف الحقيبة لم يهرب مسرعا بل وقف يلوح للسيدة بالحقيبة وكأنه يخرج لسانه للحي كله لان هذه الجريمة وقعت امام منزل هذه السيدة وحاول الاهالي ملاحقته دون جدوى فقد زاغ عنهم مستغلا عدم وجود شرطة تلاحقه .
• المشهد الثالث من هذه البلطجة المستفزة ما حدث بحي فيصل بالهرم وهو قمة الاستفزاز ان يعاود البلطجي المجرم سرقة نفس الشقة خلال اسابيع قليلة من سرقته الاولى وبعد مساك الاهالي به انتظروا الشرطة طويلا لتأتي ولكن لم تأت .. والمستفز حقا ان الاهالي ذهبوا بهذا البلطجي الى القسم وبعد عرضه على النيابة يعود بعد 5 ايام فقط الى نفس الحي ونفس الشارع
• مشهد اخير فقد نفذ المواطنون فى دسوق حكم الإعدام على أحد البلطجية فقاموا بفصل رأسه وتقطيع يديه ورجليه، والأدهى أنهم قدموا جثته هدية إلى قسم الشرطة بالمنطقة( حسب ما ذكرته الاستاذة لميس الحديدي ) فهذا ايضا نوع من البلطجة المضادة الناتجة عن الفراغ الامني والغياب الدائم لرجال الشرطة .
ان الاستقراء لصفحات الحوادث والقضايا بالصحف والمواقع الالكترونية يجد تزايدا حادا في مستوى الجريمة بعد الثورة وكل هذا ناتج بلا شك من عدم تواجد رجال الشرطة بكفاءة في الشارع فالمهم هو التواجد بكفاءة وليس بكثافة ليتحقق الامان للمواطنين وتعود الحياة لطبيعتها .
فمتى يعود الامن ليمارس دوره في التنمية والاسهام بدور فاعل في النهضة بعد الثورة فالتساؤلات المطروحة حول الفراغ والغياب الامني كثيرة.. فهل هم يحفظون الامن تحت قيادة وزير داخلية معين ام انهم يستجيبون لتعليمات قائد اعلى للشرطة معين نود ان تكون اسئلتنا خاطئة واكثر نوده ان نرى رجال الشرطة يعودون بكفاءة لارض الميدان فقد فاتهم الكثير على مدار 30 سنة الماضية والفرصة الان مواتية لهم ليستعيدوا مكانتهم بين قلوب الشعب مرة اخرى.
عبدالله زيدان