كان الراهب ثيؤبمبتس Theopemptus تلميذًا للقديس مقاريوس الكبير. جاء عنه أنه دخل تحت تجربة أفكار شريرة وقد خجل أن يعترف بها لأبيه الروحي. التقى القديس مقاريوس بالشيطان الذي اعترف له أنه لم يعد له صديق واحد في البرية، ولما ضيّق عليه جدًا، قال: "نعم لي أخ واحد، لكنه واحد فقط، هذا الذي يخضع لي، على الرغم من أنه حينما يراني يحول وجهه عني كما لو كنت خصمًا له". فعرف أنه ثيؤبمبتس. إذ سمع القديس هذا الحديث أسرع بالذهاب إلى البرية السفلى، وكان الكثيرون في استقباله بفرحٍ، والكل يشتاق أن يدخل القديس إلى قلايته، لكنه لم يسأل إلا عن هذا الأخ حيث التقى به، وصار يسنده ويشجعه معلنًا له أن كل إنسان تحت الضعف، وأنه هو نفسه مع نسكه الشديد لسنوات طويلة، ومع تكريم الكل له ومع شيخوخته إلا أن شيطان الزنا يتعبه. بهذا دفعه للتوبة بانسحاق قلب، عندئذ رفعه إلى فوق التجربة بقوله له: "إذا صعدت فكرة (شريرة) إلى ذهنك لا تجعل عقلك ينظر إلى أسفل بل ليكن مرفوعًا إلى فوق على الدوام، والرب يعينك". لقد وجهه إلى الكتاب المقدس، كمصدر قوة وغلبة، قائلاً له: "عليك أن تتلو من الذاكرة نصوصًا من الإنجيل ومن الأسفار الأخرى".