كما عالجت سير الآباء "حياة الشركة مع الله في المسيح يسوع"، إذ تلهب القلب نحوها، وتطلق النفس بالروح القدس نحو الحياة السماوية الملائكية، هكذا سير الساقطين تحذرنا من حروب الشياطين وخداعاتهم، ومن السلوك بلا حكمة. جاء عن أسبانيوس هذا الذي من مدينة الرُها بسوريا أنه كان غيورًا وملتهبًا محبًا للتسابيح والترانيم، يضعها ويلحنها لكن بروح العجرفة والكبرياء. سلك بروح الافتخار فكان يعمل بلا توقف طالبًا مديح الناس، لذا تأهل لخداع العدو الذي أخرجه من قلايته وأوقفه على جبل الستوريون، وأراه مركبات روحية تبدو منطلقة نحو السماء، وسمع صوتًا يقول له: "الله يستدعيك كما استدعى إيليا"، فصدق الرؤيا وانطلق إلى المركبة لترتفع به ثم تتلاشى خيالاتها، فيسقط من علو شاهق ويتحطم تمامًا، فصار عبرة لكل من يسلك بغير مشورة، وبلا تمييز، طالبًا مجد ذاته الأرضي.