الإصحاح الرابع عشر
14: 1 الانسان مولود المراة قليل الايام و شبعان تعبا
14: 2 يخرج كالزهر ثم ينحسم و يبرح كالظل و لا يقف
14: 3 فعلى مثل هذا حدقت عينيك و اياي احضرت الى المحاكمة معك
14: 4 من يخرج الطاهر من النجس لا احد
14: 5 ان كانت ايامه محدودة و عدد اشهره عندك و قد عينت اجله فلا يتجاوزه
14: 6 فاقصر عنه ليسترح الى ان يسر كالاجير بانتهاء يومه
14: 7 لان للشجرة رجاء ان قطعت تخلف ايضا و لا تعدم خراعيبها
14: 8 و لو قدم في الارض اصلها و مات في التراب جذعها
14: 9 فمن رائحة الماء تفرخ و تنبت فروعا كالغرس
14: 10 اما الرجل فيموت و يبلى الانسان يسلم الروح فاين هو
14: 11 قد تنفد المياه من البحرة و النهر ينشف و يجف
14: 12 و الانسان يضطجع و لا يقوم لا يستيقظون حتى لا تبقى السماوات و لا ينتبهون من نومهم
14: 13 ليتك تواريني في الهاوية و تخفيني الى ان ينصرف غضبك و تعين لي اجلا فتذكرني
14: 14 ان مات رجل افيحيا كل ايام جهادي اصبر الى ان ياتي بدلي
14: 15 تدعو فانا اجيبك تشتاق الى عمل يدك
14: 16 اما الان فتحصي خطواتي الا تحافظ على خطيتي
14: 17 معصيتي مختوم عليها في صرة و تلفق علي فوق اثمي
14: 18 ان الجبل الساقط ينتثر و الصخر يزحزح من مكانه
14: 19 الحجارة تبليها المياه و تجرف سيولها تراب الارض و كذلك انت تبيد رجاء الانسان
14: 20 تتجبر عليه ابدا فيذهب تغير وجهه و تطرده
14: 21 يكرم بنوه و لا يعلم او يصغرون و لا يفهم بهم
14: 22 انما على ذاته يتوجع لحمه و على ذاتها تنوح نفسه
الإصحاح الخامس عشر
15: 1 فاجاب اليفاز التيماني و قال
15: 2 العل الحكيم يجيب عن معرفة باطلة و يملا بطنه من ريح شرقية
15: 3 فيحتج بكلام لا يفيد و باحاديث لا ينتفع بها
15: 4 اما انت فتنافي المخافة و تناقض التقوى لدى الله
15: 5 لان فمك يذيع اثمك و تختار لسان المحتالين
15: 6 ان فمك يستذنبك لا انا و شفتاك تشهدان عليك
15: 7 اصورت اول الناس ام ابدئت قبل التلال
15: 8 هل تنصت في مجلس الله او قصرت الحكمة على نفسك
15: 9 ماذا تعرفه و لا نعرفه نحن و ماذا تفهم و ليس هو عندنا
15: 10 عندنا الشيخ و الاشيب اكبر اياما من ابيك
15: 11 اقليلة عندك تعزيات الله و الكلام معك بالرفق
15: 12 لماذا ياخذك قلبك و لماذا تختلج عيناك
15: 13 حتى ترد على الله و تخرج من فيك اقوالا
15: 14 من هو الانسان حتى يزكو او مولود المراة حتى يتبرر
15: 15 هوذا قديسوه لا ياتمنهم و السماوات غير طاهرة بعينيه
15: 16 فبالحري مكروه و فاسد الانسان الشارب الاثم كالماء
15: 17 اوحي اليك اسمع لي فاحدث بما رايته
15: 18 ما اخبر به حكماء عن ابائهم فلم يكتموه
15: 19 الذين لهم وحدهم اعطيت الارض و لم يعبر بينهم غريب
15: 20 الشرير هو يتلوى كل ايامه و كل عدد السنين المعدودة للعاتي
15: 21 صوت رعوب في اذنيه في ساعة سلام ياتيه المخرب
15: 22 لا يامل الرجوع من الظلمة و هو مرتقب للسيف
15: 23 تائه هو لاجل الخبز حيثما يجده و يعلم ان يوم الظلمة مهيا بين يديه
15: 24 يرهبه الضر و الضيق يتجبران عليه كملك مستعد للوغى
15: 25 لانه مد على الله يده و على القدير تجبر
15: 26 عاديا عليه متصلب العنق باوقاف مجانه معباة
15: 27 لانه قد كسا وجهه سمنا و ربى شحما على كليتيه
15: 28 فيسكن مدنا خربة بيوتا غير مسكونة عتيدة ان تصير رجما
15: 29 لا يستغني و لا تثبت ثروته و لا يمتد في الارض مقتناه
15: 30 لا تزول عنه الظلمة خراعيبه تيبسها السموم و بنفخة فمه يزول
15: 31 لا يتكل على السوء يضل لان السوء يكون اجرته
15: 32 قبل يومه يتوفى و سعفه لا يخضر
15: 33 يساقط كالجفنة حصرمه و ينثر كالزيتون زهره
15: 34 لان جماعة الفجار عاقر و النار تاكل خيام الرشوة
15: 35 حبل شقاوة و ولد اثما و بطنه انشا غشا
الإصحاح السادس عشر
16: 1 فاجاب ايوب و قال
16: 2 قد سمعت كثيرا مثل هذا معزون متعبون كلكم
16: 3 هل من نهاية لكلام فارغ او ماذا يهيجك حتى تجاوب
16: 4 انا ايضا استطيع ان اتكلم مثلكم لو كانت انفسكم مكان نفسي و ان اسرد عليكم اقوالا و انغض راسي اليكم
16: 5 بل كنت اشددكم بفمي و تعزية شفتي تمسككم
16: 6 ان تكلمت لم تمتنع كابتي و ان سكت فماذا يذهب عني
16: 7 انه الان ضجرني خربت كل جماعتي
16: 8 قبضت علي وجد شاهد قام علي هزالي يجاوب في وجهي
16: 9 غضبه افترسني و اضطهدني حرق علي اسنانه عدوي يحدد عينيه علي
16: 10 فغروا علي افواههم لطموني على فكي تعييرا تعاونوا علي جميعا
16: 11 دفعني الله الى الظالم و في ايدي الاشرار طرحني
16: 12 كنت مستريحا فزعزعني و امسك بقفاي فحطمني و نصبني له غرضا
16: 13 احاطت بي رماته شق كليتي و لم يشفق سفك مرارتي على الارض
16: 14 يقتحمني اقتحاما على اقتحام يعدو علي كجبار
16: 15 خطت مسحا على جلدي و دسست في التراب قرني
16: 16 احمر وجهي من البكاء و على هدبي ظل الموت
16: 17 مع انه لا ظلم في يدي و صلاتي خالصة
16: 18 يا ارض لا تغطي دمي و لا يكن مكان لصراخي
16: 19 ايضا الان هوذا في السماوات شهيدي و شاهدي في الاعالي
16: 20 المستهزئون بي هم اصحابي لله تقطر عيني
16: 21 لكي يحاكم الانسان عند الله كابن ادم لدى صاحبه
16: 22 اذا مضت سنون قليلة اسلك في طريق لا اعود منها
الإصحاح السابع عشر
17: 1 روحي تلفت ايامي انطفات انما القبور لي
17: 2 لولا المخاتلون عندي و عيني تبيت على مشاجراتهم
17: 3 كن ضامني عند نفسك من هو الذي يصفق يدي
17: 4 لانك منعت قلبهم عن الفطنة لاجل ذلك لا ترفعهم
17: 5 الذي يسلم الاصحاب للسلب تتلف عيون بنيه
17: 6 اوقفني مثلا للشعوب و صرت للبصق في الوجه
17: 7 كلت عيني من الحزن و اعضائي كلها كالظل
17: 8 يتعجب المستقيمون من هذا و البريء ينتهض على الفاجر
17: 9 اما الصديق فيستمسك بطريقه و الطاهر اليدين يزداد قوة
17: 10 و لكن ارجعوا كلكم و تعالوا فلا اجد فيكم حكيما
17: 11 ايامي قد عبرت مقاصدي ارث قلبي قد انتزعت
17: 12 يجعلون الليل نهارا نورا قريبا للظلمة
17: 13 اذا رجوت الهاوية بيتا لي و في الظلام مهدت فراشي
17: 14 و قلت للقبر انت ابي و للدود انت امي و اختي
17: 15 فاين اذا امالي امالي من يعاينها
17: 16 تهبط الى مغاليق الهاوية اذ ترتاح معا في التراب
الإصحاح الثامن عشر
18: 1 فاجاب بلدد الشوحي و قال
18: 2 الى متى تضعون اشراكا للكلام تعقلوا و بعد نتكلم
18: 3 لماذا حسبنا كالبهيمة و تنجسنا في عيونكم
18: 4 يا ايها المفترس نفسه في غيظه هل لاجلك تخلى الارض او يزحزح الصخر من مكانه
18: 5 نعم نور الاشرار ينطفئ و لا يضيء لهيب ناره
18: 6 النور يظلم في خيمته و سراجه فوقه ينطفئ
18: 7 تقصر خطوات قوته و تصرعه مشورته
18: 8 لان رجليه تدفعانه في المصلاة فيمشي الى شبكة
18: 9 يمسك الفخ بعقبه و تتمكن منه الشرك
18: 10 مطمورة في الارض حبالته و مصيدته في السبيل
18: 11 ترهبه اهوال من حوله و تذعره عند رجليه
18: 12 تكون قوته جائعة و البوار مهيا بجانبه
18: 13 ياكل اعضاء جسده ياكل اعضاءه بكر الموت
18: 14 ينقطع عن خيمته عن اعتماده و يساق الى ملك الاهوال
18: 15 يسكن في خيمته من ليس له يذر على مربضه كبريت
18: 16 من تحت تيبس اصوله و من فوق يقطع فرعه
18: 17 ذكره يبيد من الارض و لا اسم له على وجه البر
18: 18 يدفع من النور الى الظلمة و من المسكونة يطرد
18: 19 لا نسل و لا عقب له بين شعبه و لا شارد في محاله
18: 20 يتعجب من يومه المتاخرون و يقشعر الاقدمون
18: 21 انما تلك مساكن فاعلي الشر و هذا مقام من لا يعرف الله
الإصحاح التاسع عشر
19: 1 فاجاب ايوب و قال
19: 2 حتى متى تعذبون نفسي و تسحقونني بالكلام
19: 3 هذه عشر مرات اخزيتموني لم تخجلوا من ان تحكروني
19: 4 و هبني ضللت حقا علي تستقر ضلالتي
19: 5 ان كنتم بالحق تستكبرون علي فثبتوا علي عاري
19: 6 فاعلموا اذا ان الله قد عوجني و لف علي احبولته
19: 7 ها اني اصرخ ظلما فلا استجاب ادعو و ليس حكم
19: 8 قد حوط طريقي فلا اعبر و على سبلي جعل ظلاما
19: 9 ازال عني كرامتي و نزع تاج راسي
19: 10 هدمني من كل جهة فذهبت و قلع مثل شجرة رجائي
19: 11 و اضرم علي غضبه و حسبني كاعدائه
19: 12 معا جاءت غزاته و اعدوا علي طريقهم و حلوا حول خيمتي
19: 13 قد ابعد عني اخوتي و معارفي زاغوا عني
19: 14 اقاربي قد خذلوني و الذين عرفوني نسوني
19: 15 نزلاء بيتي و امائي يحسبونني اجنبيا صرت في اعينهم غريبا
19: 16 عبدي دعوت فلم يجب بفمي تضرعت اليه
19: 17 نكهتي مكروهة عند امراتي و خممت عند ابناء احشائي
19: 18 الاولاد ايضا قد رذلوني اذا قمت يتكلمون علي
19: 19 كرهني كل رجالي و الذين احببتهم انقلبوا علي
19: 20 عظمي قد لصق بجلدي و لحمي و نجوت بجلد اسناني
19: 21 تراءفوا تراءفوا انتم علي يا اصحابي لان يد الله قد مستني
19: 22 لماذا تطاردونني كما الله و لا تشبعون من لحمي
19: 23 ليت كلماتي الان تكتب يا ليتها رسمت في سفر
19: 24 و نقرت الى الابد في الصخر بقلم حديد و برصاص
19: 25 اما انا فقد علمت ان وليي حي و الاخر على الارض يقوم
19: 26 و بعد ان يفنى جلدي هذا و بدون جسدي ارى الله
19: 27 الذي اراه انا لنفسي و عيناي تنظران و ليس اخر الى ذلك تتوق كليتاي في جوفي
19: 28 فانكم تقولون لماذا نطارده و الكلام الاصلي يوجد عندي
19: 29 خافوا على انفسكم من السيف لان الغيظ من اثام السيف لكي تعلموا ما هو القضاء
الإصحاح العشرون
20: 1 فاجاب صوفر النعماتي و قال
20: 2 من اجل ذلك هواجسي تجيبني و لهذا هيجاني في
20: 3 تعيير توبيخي اسمع و روح من فهمي يجيبني
20: 4 اما علمت هذا من القديم منذ وضع الانسان على الارض
20: 5 ان هتاف الاشرار من قريب و فرح الفاجر الى لحظة
20: 6 و لو بلغ السماوات طوله و مس راسه السحاب
20: 7 كجلته الى الابد يبيد الذين راوه يقولون اين هو
20: 8 كالحلم يطير فلا يوجد و يطرد كطيف الليل
20: 9 عين ابصرته لا تعود تراه و مكانه لن يراه بعد
20: 10 بنوه يترضون الفقراء و يداه تردان ثروته
20: 11 عظامه ملانة شبيبة و معه في التراب تضطجع
20: 12 ان حلا في فمه الشر و اخفاه تحت لسانه
20: 13 اشفق عليه و لم يتركه بل حبسه وسط حنكه
20: 14 فخبزه في امعائه يتحول مرارة اصلال في بطنه
20: 15 قد بلع ثروة فيتقياها الله يطردها من بطنه
20: 16 سم الاصلال يرضع يقتله لسان الافعى
20: 17 لا يرى الجداول انهار سواقي عسل و لبن
20: 18 يرد تعبه و لا يبلعه كمال تحت رجع و لا يفرح
20: 19 لانه رضض المساكين و تركهم و اغتصب بيتا و لم يبنه
20: 20 لانه لم يعرف في بطنه قناعة لا ينجو بمشتهاه
20: 21 ليست من اكله بقية لاجل ذلك لا يدوم خيره
20: 22 مع ملء رغده يتضايق تاتي عليه يد كل شقي
20: 23 يكون عندما يملا بطنه ان الله يرسل عليه حمو غضبه و يمطره عليه عند طعامه
20: 24 يفر من سلاح حديد تخرقه قوس نحاس
20: 25 جذبه فخرج من بطنه و البارق من مرارته مرق عليه رعوب
20: 26 كل ظلمة مختباة لذخائره تاكله نار لم تنفخ ترعى البقية في خيمته
20: 27 السماوات تعلن اثمه و الارض تنهض عليه
20: 28 تزول غلة بيته تهراق في يوم غضبه
20: 29 هذا نصيب الانسان الشرير من عند الله و ميراث امره من القدير
الإصحاح الحادي و العشرون
21: 1 فاجاب ايوب و قال
21: 2 اسمعوا قولي سمعا و ليكن هذا تعزيتكم
21: 3 احتملوني و انا اتكلم و بعد كلامي استهزئوا
21: 4 اما انا فهل شكواي من انسان و ان كانت فلماذا لا تضيق روحي
21: 5 تفرسوا في و تعجبوا و ضعوا اليد على الفم
21: 6 عندما اتذكر ارتاع و اخذت بشري رعدة
21: 7 لماذا تحيا الاشرار و يشيخون نعم و يتجبرون قوة
21: 8 نسلهم قائم امامهم معهم و ذريتهم في اعينهم
21: 9 بيوتهم امنة من الخوف و ليس عليهم عصا الله
21: 10 ثورهم يلقح و لا يخطئ بقرتهم تنتج و لا تسقط
21: 11 يسرحون مثل الغنم رضعهم و اطفالهم ترقص
21: 12 يحملون الدف و العود و يطربون بصوت المزمار
21: 13 يقضون ايامهم بالخير في لحظة يهبطون الى الهاوية
21: 14 فيقولون لله ابعد عنا و بمعرفة طرقك لا نسر
21: 15 من هو القدير حتى نعبده و ماذا ننتفع ان التمسناه
21: 16 هوذا ليس في يدهم خيرهم لتبعد عني مشورة الاشرار
21: 17 كم ينطفئ سراج الاشرار و ياتي عليهم بوارهم او يقسم لهم اوجاعا في غضبه
21: 18 او يكونون كالتبن قدام الريح و كالعصافة التي تسرقها الزوبعة
21: 19 الله يخزن اثمه لبنيه ليجازه نفسه فيعلم
21: 20 لتنظر عيناه هلاكه و من حمة القدير يشرب
21: 21 فما هي مسرته في بيته بعده و قد تعين عدد شهوره
21: 22 االله يعلم معرفة و هو يقضي على العالين
21: 23 هذا يموت في عين كماله كله مطمئن و ساكن
21: 24 احواضه ملانه لبنا و مخ عظامه طريء
21: 25 و ذلك يموت بنفس مرة و لم يذق خيرا
21: 26 كلاهما يضطجعان معا في التراب و الدود يغشاهما
21: 27 هوذا قد علمت افكاركم و النيات التي بها تظلمونني
21: 28 لانكم تقولون اين بيت العاتي و اين خيمة مساكن الاشرار
21: 29 افلم تسالوا عابري السبيل و لم تفطنوا لدلائلهم
21: 30 انه ليوم البوار يمسك الشرير ليوم السخط يقادون
21: 31 من يعلن طريقه لوجهه و من يجازيه على ما عمل
21: 32 هو الى القبور يقاد و على المدفن يسهر
21: 33 حلو له مدر الوادي يزحف كل انسان وراءه و قدامه ما لا عدد له
21: 34 فكيف تعزونني باطلا و اجوبتكم بقيت خيانة
الإصحاح الثاني و العشرون
22: 1 فاجاب اليفاز التيماني و قال
22: 2 هل ينفع الانسان الله بل ينفع نفسه الفطن
22: 3 هل من مسرة للقدير اذا تبررت او من فائدة اذا قومت طرقك
22: 4 هل على تقواك يوبخك او يدخل معك في المحاكمة
22: 5 اليس شرك عظيما و اثامك لا نهاية لها
22: 6 لانك ارتهنت اخاك بلا سبب و سلبت ثياب العراة
22: 7 ماء لم تسق العطشان و عن الجوعان منعت خبزا
22: 8 اما صاحب القوة فله الارض و المترفع الوجه ساكن فيها
22: 9 الارامل ارسلت خاليات و ذراع اليتامى انسحقت
22: 10 لاجل ذلك حواليك فخاخ و يريعك رعب بغتة
22: 11 او ظلمة فلا ترى و فيض المياه يغطيك
22: 12 هوذا الله في علو السماوات و انظر راس الكواكب ما اعلاه
22: 13 فقلت كيف يعلم الله هل من وراء الضباب يقضي
22: 14 السحاب ستر له فلا يرى و على دائرة السماوات يتمشى
22: 15 هل تحفظ طريق القدم الذي داسه رجال الاثم
22: 16 الذين قبض عليهم قبل الوقت الغمر انصب على اساسهم
22: 17 القائلين لله ابعد عنا و ماذا يفعل القدير لهم
22: 18 و هو قد ملا بيوتهم خيرا لتبعد عني مشورة الاشرار
22: 19 الابرار ينظرون و يفرحون و البريء يستهزئ بهم قائلين
22: 20 الم يبد مقاومونا و بقيتهم قد اكلها النار
22: 21 تعرف به و اسلم بذلك ياتيك خير
22: 22 اقبل الشريعة من فيه و ضع كلامه في قلبك
22: 23 ان رجعت الى القدير تبنى ان ابعدت ظلما من خيمتك
22: 24 و القيت التبر على التراب و ذهب اوفير بين حصا الاودية
22: 25 يكون القدير تبرك و فضة اتعاب لك
22: 26 لانك حينئذ تتلذذ بالقدير و ترفع الى الله وجهك
22: 27 تصلي له فيستمع لك و نذورك توفيها
22: 28 و تجزم امرا فيثبت لك و على طرقك يضيء نور
22: 29 اذا وضعوا تقول رفع و يخلص المنخفض العينين
22: 30 ينجي غير البريء و ينجي بطهارة يديك
الإصحاح الثالث و العشرون
23: 1 فاجاب ايوب و قال
23: 2 اليوم ايضا شكواي تمرد ضربتي اثقل من تنهدي
23: 3 من يعطيني ان اجده فاتي الى كرسيه
23: 4 احسن الدعوى امامه و املا فمي حججا
23: 5 فاعرف الاقوال التي بها يجيبني و افهم ما يقوله لي
23: 6 ابكثرة قوة يخاصمني كلا و لكنه كان ينتبه الي
23: 7 هنالك كان يحاجه المستقيم و كنت انجو الى الابد من قاضي
23: 8 هانذا اذهب شرقا فليس هو هناك و غربا فلا اشعر به
23: 9 شمالا حيث عمله فلا انظره يتعطف الجنوب فلا اراه
23: 10 لانه يعرف طريقي اذا جربني اخرج كالذهب
23: 11 بخطواته استمسكت رجلي حفظت طريقه و لم احد
23: 12 من وصية شفتيه لم ابرح اكثر من فريضتي ذخرت كلام فيه
23: 13 اما هو فوحده فمن يرده و نفسه تشتهي فيفعل
23: 14 لانه يتمم المفروض علي و كثير مثل هذه عنده
23: 15 من اجل ذلك ارتاع قدامه اتامل فارتعب منه
23: 16 لان الله قد اضعف قلبي و القدير روعني
23: 17 لاني لم اقطع قبل الظلام و من وجهي لم يغط الدجى
الإصحاح الرابع و العشرون
24: 1 لماذا اذ لم تختبئ الازمنة من القدير لا يرى عارفوه يومه
24: 2 ينقلون التخوم يغتصبون قطيعا و يرعونه
24: 3 يستاقون حمار اليتامى و يرتهنون ثور الارملة
24: 4 يصدون الفقراء عن الطريق مساكين الارض يختبئون جميعا
24: 5 ها هم كالفراء في القفر يخرجون الى عملهم يبكرون للطعام البادية لهم خبز لاولادهم
24: 6 في الحقل يحصدون علفهم و يعللون كرم الشرير
24: 7 يبيتون عراة بلا لبس و ليس لهم كسوة في البرد
24: 8 يبتلون من مطر الجبال و لعدم الملجا يعتنقون الصخر
24: 9 يخطفون اليتيم عن الثدي و من المساكين يرتهنون
24: 10 عراة يذهبون بلا لبس و جائعين يحملون حزما
24: 11 يعصرون الزيت داخل اسوارهم يدوسون المعاصر و يعطشون
24: 12 من الوجع اناس يئنون و نفس الجرحى تستغيث و الله لا ينتبه الى الظلم
24: 13 اولئك يكونون بين المتمردين على النور لا يعرفون طرقه و لا يلبثون في سبله
24: 14 مع النور يقوم القاتل يقتل المسكين و الفقير و في الليل يكون كاللص
24: 15 و عين الزاني تلاحظ العشاء يقول لا تراقبني عين فيجعل سترا على وجهه
24: 16 ينقبون البيوت في الظلام في النهار يغلقون على انفسهم لا يعرفون النور
24: 17 لانه سواء عليهم الصباح و ظل الموت لانهم يعلمون اهوال ظل الموت
24: 18 خفيف هو على وجه المياه ملعون نصيبهم في الارض لا يتوجه الى طريق الكروم
24: 19 القحط و القيظ يذهبان بمياه الثلج كذا الهاوية بالذين اخطاوا
24: 20 تنساه الرحم يستحليه الدود لا يذكر بعد و ينكسر الاثيم كشجرة
24: 21 يسيء الى العاقر التي لم تلد و لا يحسن الى الارملة
24: 22 يمسك الاعزاء بقوته يقوم فلا يامن احد بحياته
24: 23 يعطيه طمانينة فيتوكل و لكن عيناه على طرقهم
24: 24 يترفعون قليلا ثم لا يكونون و يحطون كالكل يجمعون و كراس السنبلة يقطعون
24: 25 و ان لم يكن كذا فمن يكذبني و يجعل كلامي لا شيئا
الإصحاح الخامس والعشرون
25: 1 فاجاب بلدد الشوحي و قال
25: 2 السلطان و الهيبة عنده هو صانع السلام في اعاليه
25: 3 هل من عدد لجنوده و على من لا يشرق نوره
25: 4 فكيف يتبرر الانسان عند الله و كيف يزكو مولود المراة
25: 5 هوذا نفس القمر لا يضيء و الكواكب غير نقية في عينيه
25: 6 فكم بالحري الانسان الرمة و ابن ادم الدود
الإصحاح السادس و العشرون
26: 1 فاجاب ايوب و قال
26: 2 كيف اعنت من لا قوة له و خلصت ذراعا لا عز لها
26: 3 كيف اشرت على من لا حكمة له و اظهرت الفهم بكثرة
26: 4 لمن اعلنت اقوالا و نسمة من خرجت منك
26: 5 الاخيلة ترتعد من تحت المياه و سكانها
26: 6 الهاوية عريانة قدامه و الهلاك ليس له غطاء
26: 7 يمد الشمال على الخلاء و يعلق الارض على لا شيء
26: 8 يصر المياه في سحبه فلا يتمزق الغيم تحتها
26: 9 يحجب وجه كرسيه باسطا عليه سحابه
26: 10 رسم حدا على وجه المياه عند اتصال النور بالظلمة
26: 11 اعمدة السماوات ترتعد و ترتاع من زجره
26: 12 بقوته يزعج البحر و بفهمه يسحق رهب
26: 13 بنفخته السماوات مسفرة و يداه ابداتا الحية الهاربة
26: 14 ها هذه اطراف طرقه و ما اخفض الكلام الذي نسمعه منه و اما رعد جبروته فمن يفهم
الإصحاح السابع و العشرون
27: 1 و عاد ايوب ينطق بمثله فقال
27: 2 حي هو الله الذي نزع حقي و القدير الذي امر نفسي
27: 3 انه ما دامت نسمتي في و نفخة الله في انفي
27: 4 لن تتكلم شفتاي اثما و لا يلفظ لساني بغش
27: 5 حاشا لي ان ابرركم حتى اسلم الروح لا اعزل كمالي عني
27: 6 تمسكت ببري و لا ارخيه قلبي لا يعير يوما من ايامي
27: 7 ليكن عدوي كالشرير و معاندي كفاعل الشر
27: 8 لانه ما هو رجاء الفاجر عندما يقطعه عندما يسلب الله نفسه
27: 9 افيسمع الله صراخه اذا جاء عليه ضيق
27: 10 ام يتلذذ بالقدير هل يدعو الله في كل حين
27: 11 اني اعلمكم بيد الله لا اكتم ما هو عند القدير
27: 12 ها انتم كلكم قد رايتم فلماذا تتبطلون تبطلا قائلين
27: 13 هذا نصيب الانسان الشرير من عند الله و ميراث العتاة الذي ينالونه من القدير
27: 14 ان كثر بنوه فللسيف و ذريته لا تشبع خبزا
27: 15 بقيته تدفن بالموتان و ارامله لا تبكي
27: 16 ان كنز فضة كالتراب و اعد ملابس كالطين
27: 17 فهو يعد و البار يلبسه و البريء يقسم الفضة
27: 18 يبني بيته كالعث او كمظله صنعها الناطور
27: 19 يضطجع غنيا و لكنه لا يضم يفتح عينيه و لا يكون
27: 20 الاهوال تدركه كالمياه ليلا تختطفه الزوبعة
27: 21 تحمله الشرقية فيذهب و تجرفه من مكانه
27: 22 يلقي الله عليه و لا يشفق من يده يهرب هربا
27: 23 يصفقون عليه بايديهم و يصفرون عليه من مكانه
الإصحاح الثامن و العشرون
28: 1 لانه يوجد للفضة معدن و موضع للذهب حيث يمحصونه
28: 2 الحديد يستخرج من التراب و الحجر يسكب نحاسا
28: 3 قد جعل للظلمة نهاية و الى كل طرف هو يفحص حجر الظلمة و ظل الموت
28: 4 حفر منجما بعيدا عن السكان بلا موطئ للقدم متدلين بعيدين من الناس يتدلدلون
28: 5 ارض يخرج منها الخبز اسفلها ينقلب كما بالنار
28: 6 حجارتها هي موضع الياقوت الازرق و فيها تراب الذهب
28: 7 سبيل لم يعرفه كاسر و لم تبصره عين باشق
28: 8 و لم تدسه اجراء السبع و لم يعده الزائر
28: 9 الى الصوان يمد يده يقلب الجبال من اصولها
28: 10 ينقر في الصخور سربا و عينه ترى كل ثمين
28: 11 يمنع رشح الانهار و ابرز الخفيات الى النور
28: 12 اما الحكمة فمن اين توجد و اين هو مكان الفهم
28: 13 لا يعرف الانسان قيمتها و لا توجد في ارض الاحياء
28: 14 الغمر يقول ليست هي في و البحر يقول ليست هي عندي
28: 15 لا يعطى ذهب خالص بدلها و لا توزن فضة ثمنا لها
28: 16 لا توزن بذهب اوفير او بالجزع الكريم او الياقوت الازرق
28: 17 لا يعادلها الذهب و لا الزجاج و لا تبدل باناء ذهب ابريز
28: 18 لا يذكر المرجان او البلور و تحصيل الحكمة خير من اللالئ
28: 19 لا يعادلها ياقوت كوش الاصفر و لا توزن بالذهب الخالص
28: 20 فمن اين تاتي الحكمة و اين هو مكان الفهم
28: 21 اذ اخفيت عن عيون كل حي و سترت عن طير السماء
28: 22 الهلاك و الموت يقولان باذاننا قد سمعنا خبرها
28: 23 الله يفهم طريقها و هو عالم بمكانها
28: 24 لانه هو ينظر الى اقاصي الارض تحت كل السماوات يرى
28: 25 ليجعل للريح وزنا و يعاير المياه بمقياس
28: 26 لما جعل للمطر فريضة و مذهبا للصواعق
28: 27 حينئذ راها و اخبر بها هياها و ايضا بحث عنها
28: 28 و قال للانسان هوذا مخافة الرب هي الحكمة و الحيدان عن الشر هو الفهم
الإصحاح التاسع و العشرون
29: 1 و عاد ايوب ينطق بمثله فقال
29: 2 يا ليتني كما في الشهور السالفة و كالايام التي حفظني الله فيها
29: 3 حين اضاء سراجه على راسي و بنوره سلكت الظلمة
29: 4 كما كنت في ايام خريفي و رضا الله على خيمتي
29: 5 و القدير بعد معي و حولي غلماني
29: 6 اذ غسلت خطواتي باللبن و الصخر سكب لي جداول زيت
29: 7 حين كنت اخرج الى الباب في القرية و اهيئ في الساحة مجلسي
29: 8 راني الغلمان فاختباوا و الاشياخ قاموا و وقفوا
29: 9 العظماء امسكوا عن الكلام و وضعوا ايديهم على افواههم
29: 10 صوت الشرفاء اختفى و لصقت السنتهم باحناكهم
29: 11 لان الاذن سمعت فطوبتني و العين رات فشهدت لي
29: 12 لاني انقذت المسكين المستغيث و اليتيم و لا معين له
29: 13 بركة الهالك حلت علي و جعلت قلب الارملة يسر
29: 14 لبست البر فكساني كجبة و عمامة كان عدلي
29: 15 كنت عيونا للعمي و ارجلا للعرج
29: 16 اب انا للفقراء و دعوى لم اعرفها فحصت عنها
29: 17 هشمت اضراس الظالم و من بين اسنانه خطفت الفريسة
29: 18 فقلت اني في وكري اسلم الروح و مثل السمندل اكثر اياما
29: 19 اصلي كان منبسطا الى المياه و الطل بات على اغصاني
29: 20 كرامتي بقيت حديثة عندي و قوسي تجددت في يدي
29: 21 لي سمعوا و انتظروا و نصتوا عند مشورتي
29: 22 بعد كلامي لم يثنوا و قولي قطر عليهم
29: 23 و انتظروني مثل المطر و فغروا افواههم كما للمطر المتاخر
29: 24 ان ضحكت عليهم لم يصدقوا و نور وجهي لم يعبسوا
29: 25 كنت اختار طريقهم و اجلس راسا و اسكن كملك في جيش كمن يعزي النائحين