ليت نجيب ساويرس فعل مثل بيل غيتس قبل أن يشتم الاخبار المسيحية

الأربعاء 17 أغسطس 2011 - الأنباء

قال السيد نجيب ساويرس في منتدى ضمن مداخلة له في الاجتماع السابع لمجلس العلاقات العربية الذي انعقد في الكويت مؤخرا: «أنا متشائم جدا من تحسن الأوضاع فالتعليم في مصر أصبح على مدى خمسين عاما «زبالة»، ولذلك فمعظم العاملين في شركاتي هم من اللبنانيين لأنهم يعرفون قيمة العلم» انتهى. الحقيقة أنه فعلا ليس وضع التعليم بل سائر الأمور المعيشية في مصر سيئة، ولهذا ثار الشعب بطريقة راقية ليست موجودة في بلاد ذات تعليم راق، ففي بريطانيا تم إتلاف ما قيمته مليار جنيه في أيام قلائل، وفي لبنان حرب مجنونة لم تتوقف لثلاثة عقود الا لفترات التقاط أنفاس قصيرة، وإذا كان الشعب المصري قد قام بالخطوة اللازمة لتصحيح الوضع التعيس، فهل يجوز توجيه التعريض به - عدم التوظيف - رغم أنه الضحية وليس الجاني في هذه المأساة؟
لا يكفي لأن يوجه السيد ساويرس الشتيمة لرداءة الأوضاع بينما كان هو من أكبر المستفيدين من اقتصاد مصر، ومنه انطلق الى تكوين ثروته المليارية، في تلك الفترة لم يصدر عن السيد ساويرس قول أو فعل لتغيير ذلك الواقع السيئ، مثلما فعل السيد بيل غيتس - مثلا - عندما خصص 50 مليار دولار للعمل الخيري، وأشرف بنفسه على نشر التعليم في بلاد فقيرة بأفريقيا وغيرها، ولو أن السيد ساويرس فعل مثله في مصر، ولو من قبيل رد الجميل، لكنا - مجازا - استمعنا الى تلك الشتيمة، وقلنا «الرجل حاول وفشل»، بينما هو يعاقب الضحية بأن يرفض تعيينهم في مشاريعه، وكان في السابق يمالئ النظام المتسبب في تلك الجريمة.
قارن هذا الموقف الغريب من ساويرس بتصريح المرحوم ناصر الخرافي قبل حوالي ثماني سنوات بعد شرائه «الشركة الأهلية لصناعة الورق» في مصر بما يلي: «لن يتم الاستغناء عن أي من الموظفين المصريين في مصانع وادارة الشركة، ونبحث في خطط لزيادة التوظيف مع بدء أعمال التوسع بعد تحديث المصانع الحالية».
ثم تابع السيد ساويرس تشاؤمه فيما يتعلق بالبديل القادم وأن هناك مخاوف من تقدم التنظيمات الدينية وأن هناك تحالفا بين الجيش والإخوان المسلمين، والشعب غير مهيأ للديموقراطية.. الخ، وهي ارهاصات شخص مترف جدا جدا، لا يرى أن الساحة المصرية اليوم متوحدة - نسبيا - أكثر من أي وقت مضى، حيث يدخلون الى الانتخابات بقوائم تجمع اتجاهات مختلفة التقت على المصالح السياسية للوطن، وضمت تلك القوائم مسلمين ومسيحيين، رجالا ونساء، المشروع اليوم هو «إنقاذ وطن» وليس ترجيح كفة حزب، على طريقة الحزب الوطني، ومن قبله الاتحاد الاشتراكي..الخ، الحقيقة ليست فقط أن «الشعب المصري غير مهيأ للديموقراطية» بل حتى بعض شرائحه «المترفة» التي اعتادت على الاستبداد الفكري واقصاء الآخرين، بل واستئصالهم، ليست مهيأة أيضا، وهذه الفئة هي حجر الأساس للحاكم الديكتاتوري، فهي التي أضفت المشروعية على سائر أعمال البطش والتنكيل السابقة.
لقد اعتاد الشعب المصري على رفض التعريض ببلده من الخارج مهما كانت درجة الخلاف، وأذكر أن محمد حسنين هيكل أجرى لقاء في محطة لبنانية، فلما استدرجوه لانتقاد مصر قال «لا أنتقد مصر هنا، بل هناك»، هذا الأسلوب لا يعرفه مع الأسف السيد نجيب ساويرس، ولا مجموعة متطرفة من الأقباط المصريين المقيمين في واشنطن ممن درجوا على التأليب على مصر، من الخارج.
كلمة أخيرة: اللجنة الاقتصادية التي ترأسها سمو أمير البلاد يحفظه الله تمثل أملا وتطلعا للاقتصاديين ولعموم المواطنين، نرجو ألا تتعثر في أعمالها، فالإشراف السامي عليها يجب ألا يسمح بالفشل، بإذن الله.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]