يروي لنا القديس بالاديوس عن كاهن ناسك يدعي إلبيدوس Elpidius . كان كبادوكيًا، تأهل للكهنوت، ثم صار خوري أبسكوبوس بدير تيموثاوس الكبادوكي، وإذ أحب حياة الوحدة جاء ليسكن في إحدى المغائر القريبة من أريحا. وعاش هناك خمسة وعشرين عامًا، فاق خلالها كل النساك في التهاب قلبه بحب الله، وعدم انشغاله بشيء غير الله نفسه. وقد عاش القديس بالاديوس هناك بين الأخوة، وقد وصف لنا في إيجاز ما بلغه هذا الناسك الذي في شوقه الداخلي لله كان يقف الليل كله يسبح بالمزامير بفرح وبهجة. ارتفع فوق احتياجات الجسد إلي درجة كبيرة فكان لا يأكل قط إلا في السبوت والأحاد. في ليلة كان متهللاً وهو يسبح بالمزامير لدغته عقرب، وكان بعض الأخوة معه يسبحون، فلم يشغل نفسه ولا حرك حتى قدمه غير مبالٍ بلدغة العقرب. قال عنه تلاميذه إنه لم يكن يشغل نفسه بشيء إذ امُتّص بكل مشاعره وأحاسيسه في الرب؛ دخل مغارته وبقي فيها مدي خمسة وعشرين عامًا لم يخرج منها إلا إلي القبر. لم ينظر قط غروب الشمس لأن الجبل الذي يقابل باب مغارته يحجب عنه هذا المنظر.