واشنطن- لندن- أ.ش.أ
أبرزت الصحف الغربية، اليوم الأربعاء، نبأ حبس الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه علاء وجمال 15 يوما على ذمة التحقيق، لمواجهتهم تهما تتراوح بين قتل المتظاهرين واستغلال السلطة وإهدار المال العام وتضخم الثروة والفساد، مشيرة إلى أن هذه خطوة غير مسبوقة وتعد الأولى من نوعها لمحاكمة رئيس سابق في العالم العربي.
فقد وصفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الإعلان عن اعتقال الرئيس السابق يعتبر آخر حلقات السلسلة الدرامية للأحداث التي تشهدها مصر، والشبهات التي تحوم حول مبارك وكبار مساعديه السابقين.
وأشارت الصحيفة الأمريكية في تعليق بثته على موقعها الإلكتروني بشبكة الإنترنت إلى أن الإعلان عن حبس مبارك يأتي بعد ساعات من دخوله مستشفى "شرم الشيخ" الدولي للعلاج من مشكلات قلبية.
وقالت الصحيفة: إنه منذ تنحي الرئيس السابق في الحادي عشر من شهر فبراير الماضي، تواصلت دعوات المصريين لإجراء تحقيقات حول حسني مبارك ونظامه والعديد من أعضاء حكومته، مشيرة إلى بيان النائب العام الذي أوضح أن مبارك يواجه تهم الفساد واستغلال السلطة لتحقيق منافع شخصية، مشيرة إلى أن قرار حبس مبارك جاء بعد ساعات قليلة من الإعلان عن حبس نجليه علاء وجمال بتهمة التربح وقتل المتظاهرين والفساد وإهدار المال العام واستغلال السلطة.
وأشارت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إلى حالة الغضب العام بين المواطنين في مصر تجاه الرئيس السابق ونظامه، حيث تجمع نحو ألفي شخص مساء أمس الثلاثاء في شرم الشيخ، مطالبين بحبس نجليه وهتفوا ضدهما.
ونقلت الصحيفة مشهد ترحيل جمال وعلاء من مكان التحقيقات إلى السجن، وفور إعلان الحكم هتفت الحشود "الله أكبر..الله أكبر"، وتم نقل الأخوين داخل عربة مصفحة، وقامت الجماهير المحتشدة بإلقاء زجاجات المياه والحجارة على العربة، وذلك في مشهد لم تشهده أية دولة عربية من قبل، وذلك بحبس رئيس جمهورية وعائلته ونظامه بالكامل.
وأرجعت الصحيفة سبب كراهية المصريين لجمال مبارك، لازدياد نفوذه وتدخله في الحكم في الفترة الأخيرة، وتصاعد شكوك المصريين حول خطة التوريث، والتي ساعدت في تأجيج المظاهرات، وأدت إلى سقوط النظام.
وأشارت الصحيفة أيضا إلى أنه ينظر إلى جمال مبارك على أنه مهندس برنامج الخصخصة في مصر، والذي أسفر عن جلب مليارات الدولارات وجذب الاستثمارات الأجنبية إلى مصر، لكن بالرغم من كل هذا إلا أن الفجوة بين الفقراء والأغنياء اتسعت، وبات ملايين المصريين تحت خط الفقر.
وأوضحت الصحيفة أن العديد من مساعدي جمال مبارك يملكون مليارات الدولار، وذلك بمساعدة وظائفهم في الحزب الحاكم، والوظائف الحكومية التي ساعدتهم على تكوين ثروات طائلة.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن المستشار محمد عبد العزيز الجندي، وزير العدل، قوله إنه تم استجواب مبارك وهو بسترة المستشفى عن دوره في قتل واستخدام العنف تجاه المتظاهرين.
وكان الرئيس السابق قد برأ نفسه في تسجيل صوتي من أية تهم أو ادعاءات بشأن تربحه أو استغلال منصبه، وهدد برفع قضايا ضد من يشهرون به وبأسرته.
من جانبها، أرجعت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في معرض تعليقها على نبأ احتجاز مبارك أن السبب الرئيسي وراء الإطاحة بحسني بمبارك هو استعمال العنف ضد المتظاهرين وقتل العديد منهم.
وقالت الصحيفة الأمريكية، إن النائب العام المستشار عبد المجيد محمود أمر صباح اليوم الأربعاء باستجواب الرئيس ونجليه عن الاتهامات الموجهة إليهم بشأن الاعتداء على المتظاهرين وقتل أكثر من 800 متظاهر، وذلك بدء من يوم الخامس والعشرين من يناير حتى الحادي عشر من شهر فبراير الماضي.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأسباب الصحية التي أدت إلى دخول مبارك المستشفى غير واضحة حتى الآن، بالرغم من التقارير التي تفيد أنه يعاني من مشكلات في القلب، مشيرة إلى أن الرئيس السابق يعاني من أزمة صحية فور علمه أمس أول بطلب النائب العام للتحقيق معه.
وقالت الصحيفة أن صحة الرئيس السابق كانت بمثابة سر من الأسرار التي لا يجب الكشف عنها طوال فترة حكمه.