وُلد ببلدة دميقراط بالصعيد الأقصى، أحب حياة الهدوء والسكون فاعتزل في الصحراء بالقرب من بلدته، وإذ كان الكثيرون من أقاربه ومعارفه يزورونه، انطلق إلى دير البغل بجبل طره ليحقق اشتياقه في حياة الوحدة بعيدًا عن معارفه.
لم يكن ممكنًا أن تختفي فضائله، إذ أحبه الكثيرون وجاءوا يطلبون مشورته ويسألونه الصلاة عنهم، وحين رآه الأنبا برسوم العريان تنبأ عنه أنه يجلس على كرسي مارمرقس. وبالفعل إذ تنيح البابا يوحنا التاسع الـ81 أُختير خلفًا له في سنة 1327 م.
في أيامه هبت عاصفة من الضيق الشديد خاصة على الكنائس والأديرة وذاق الرهبان والراهبات العذابات، وأيضًا تمررت حياة الأساقفة، هذه التي أثارها الوالي شرف الدين بن التاج، لكنه لم يبقَ في الولاية سوى سنة واحدة إذ وافته المنية بعدها، وجاء والٍ حليم منصف مملوء حبًا للمسلمين والمسيحيين، فقام الأنبا بنيامين ببناء ما تهدم من كنائس وأديرة خاصة دير الأنبا بيشوي الذي كان قد خرب تمامًا.
في السنة الثالثة لباباويته اجتمع معه 20 أسقفًا في دير القديس مقاريوس لطبخ الميرون، من بعدها واجهت الكنيسة موجة جديدة من الضيق بواسطة السلطان قلاوون. وقد تدخل إمبراطور أثيوبيا بتكوين جو سلام بينه وبين السلطان أعطى للكل هدوءًا واستقرارًا.