اتسم هذا الأب بحياة الاتضاع، فقد جاء في بستان الرهبان أن أخًا قال له: "من جهتي أنا فإنني أستطيع أن أرى ذهني (منشغلاً) على الدوام أمام الله". أجابه الشيخ: "إنه ليس بالأمر العظيم أن يكون فكرك (ذهنك) مع الله، لكن ما هو عظيم أن يرى الإنسان نفسه أقل كل الخليقة (خادمًا للجميع)".
اعتاد أن يقول: "ليس سمو روحي أعظم من أن لا يحتقر إنسان أخاه".
ولعل هذه الخبرة قد اقتناها أبا تيموثاوس في صباه، إذ جاء في البستان عن أخٍ يدعى تيموثاوس (غالبًا هو نفسه في صباه): أخطأ أخ في وسط بيت مقدس يضم جماعة دينية، سأل رئيس البيت تيموثاوس، "ماذا... يُفعل بالأخ؟"، أجابه أن يطرده. بالفعل إذ طرده تحولت الحرب بعنف على تيموثاوس، فكان يصرخ إلى الله طالبًا رحمته وغفرانه؛ قضى الليلة كلها في قبر به أموات يقدم توبة ويعترف بخطئه، وكانت التجربة ثقيلة عليه جدًا حطمته تمامًا. أخيرًا سمع صوتًا يقول له: "يا تيموثاوس لا تظن أن ما حل بك لسبب إلا لأنك استخففت بأخيك وقت تجربته"? وهكذا لم يعد هذا الراهب يدين إخوته، مهما سمع عنهم أو رأى، بل بالأحرى يترفق بهم، حاسبًا ضعفاتهم هو، كقول الرسول بولس: "أذكروا المقيدين كأنكم مقيدين معهم، والمذلين كأنكم أنتم أيضًا في الجسد" (عب13: 3).