عاصر جرجس ابن العميد الأنبا كيرلس الثالث البابا السكندري الخامس والسبعين، وكان يلقب بابن المكين. ويعتبر من أراخنة الفكر، كما كان بتولاً، وكان أخوه الأسعد إبراهيم كاتب الجيوش في عهد الملك العادل.
كان قلب ابن المكين ملتهبًا بحب الكنيسة، فترك الجاه العالمي ليعيش في دير الأنبا يوأنس القصير بطره جنوبي القاهرة، حيث كرس نفسه للبحث والدراسة والصلاة والتأمل في عظائم الله، وقد تضلع في القبطية والعربية واليونانية والمنطق والفلك والتاريخ، كما أثبت جدارته في التقوى والتقشف والمحبة، فألبسه رئيس الدير الإسكيم المقدس.
راقب ابن المكين شعبه فوجد غالبيته تائهًا في ظلمة الجهل، ورأى أن يتدارك هذا الجهل قدر إمكانه فانشغل بالكتابة في العقيدة الأرثوذانا اسفة، مبينًا أنها العقيدة التي حافظ عليها الشهداء بدمائهم والمعترفون بآلامهم والآباء بكل جهودهم الفكرية والروحية. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء).
ولا نعرف عن سيرة ابن المكين إلا الأمر الضئيل، ولكنه ترك لنا أربعة كتب، وكتاب ويقع في جزئين أيضًا وهو كتاب في العقيدة كتبه مستلهمًا الآباء، مستعينًا بمؤازرة الروح مؤلفات لها قيمتها هي:
"المستفاد من بديهة الاجتهاد"، الذي امتدح فيه المجدين الكادحين.
تاريخ مدني عنوانه "المجموع المبارك"، ويقع في جزئين تُرجِم الجزء الثاني منه إلى الفرنسية.
بعد أن فرغ من وضع كتابه التاريخي وجد أن المؤرخ المعروف الطبري قد انتقل إلى دار البقاء من غير أن يكمل كتابه فأخذ على عاتقه تكملته.
أما كتابه الرابع فعنوانه "مختصر البيان في تحقيق الإيمان الموسوم بالحاوي"، القدس.