عاش الأب دوروثيئوس في نهاية القرن السادس وبداية القرن السابع، وقد قضى شبابه المبكر مجتهدًا في دراسته للعلوم الزمنية. وفى نهاية تعليمه عاش قليلاً في بلدته مسقط رأسه، التي لا تبعد كثيرًا عن دير الأب سيريد Serid، ربما في اسكالون أو غزة، وقد كان غنيًا جدًا.
كوَّن بسرعة علاقة مع الأب العظيم برصنوفيوس والناسك يوحنا، وبفضل تعاليمهما زهد كل شيء واختار الرهبنة في دير الأب سيريد، حيث أدّباه هناك، وكان تحت إرشادهما، وبالأخص الناسك يوحنا، حتى أكمل دراسته الرهبانية.
أطاع دوروثيؤس أباه الذي أوكل إليه العمل في مكان الضيافة (خدمة الغرباء)، ثم عاد فأوكل إليه الخدمة في مكان المرضى.
وبعد نياحة الأب سيريد والناسك يوحنا، حيث كان الأب العظيم برصنوفيوس معلم الجميع حبس نفسه في قلايته حبسًا مطلقًا (لا يقابل أحدًا). ترك الطوباوى دوروثيؤس دير الأب سيريد وصار أبًا لأحد الأديرة الأخرى.
ربما ترجع عظاته التي قدمها لتلاميذه إلى هذه الفترة، وهى 21 عظة في مجموعها، بخلاف القليل من الرسائل. وهذا هو كل ما تُرك لنا من كتابات هذا الأب.
أما تاريخه فغير معروف.
من كتاباته:
بالسقوط غطت البشرية الضمير ودفنته، وصارت هناك حاجة إلى الناموس المكتوب بواسطة الأنبياء، يعلن عن مجيء ربنا يسوع المسيح نفسه، حتى يكشف الضمير ويقيمه، ويعيد إشعال هذه الشرارة المدفونة، ويحفظ وصايا المسيح المقدسة.
يقول يوحنا: "المحبة الكاملة تطرد الخوف إلى خارج" (1يو8:4)، فلماذا يقول النبي الطوباوي داود "اتقوا (خافوا) الرب يا قديسيه" (مز93:4)؟ هذا يكشف عن نوعين من الخوف: النوع الأول أولي، والنوع الثاني خوف كامل. الأول يخص المبتدئين، والثاني يخص القديسين الكاملين الذين بلغوا إلى قامة الحب الكامل. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء). فمن يطيع إرادة الله بسبب خوفه من العذاب يكون خوفه مبتدئًا. وأما الذي ينفذ إرادة الله بسبب حبه للَّه لكي يرضيه فقد بلغ بهذا الحب إلى الخوف الكامل. وبواسطة هذا الخوف (الكامل) يخاف لئلا يفقد تلك البهجة التي يتمتع بها بوجوده مع الله، ويخشى لئلا يخسرها. هذا هو الخوف الكامل، المولود من الحب، الذي يطرد الخوف البدائي إلى الخارج.