وهو الشهيد أبامون الطوخي، وقد قيل إن هذا الشهيد كان من طوخ (التابعة لكرسي بنها)، يعيش حياة تقوية بفكر إنجيلي حيّ، مات عن محبة العالم، والتهب قلبه بالسماويات. جاءته الدعوة للاستشهاد خلال رؤيا شاهد فيها رئيس الملائكة ميخائيل يدعوه للذهاب إلى أنصنا، ليشهد للسيد المسيح أمام واليها، فيقبل إكليل الشهادة ويؤمن كثير من الوثنيين بالمسيح. في أنصنا انطلق آمون إلى أنصنا بفرح كمن يركض نحو العرس، وهناك التقى بالوالي الذي أمر بتعذيبه، تارة بالجلد، وأخرى بحرق جسده بأسياخ حديدية محماة، وعصره في الهمبازين (دولاب يتحرك نصفه الأعلى في اتجاه آخر بينهما مجموعة من السكاكين الحادة) فيتهرأ جسمه تمامًا. قيل إنه إذ بلغ هذه الحال من الألم لم يتركه السيد المسيح بل ظهر له علانية وحوله جوقة من الملائكة، لمس قديسه فبرأ في الحال، وآمن عدد كبير من الوثنيين بالسيد المسيح. أمر الوالي بقطع رأسه، فنال القديس آمون إكليل الشهادة. كان يوليوس الأقفهصي كاتب سير الشهداء حاضرًا، فأخذ الجسد وكفنه بلفائف فاخرة وأرسله إلى بلده.