رجل غيور على الإيمان الأرثوذكسي، وقف ضد الأريوسية التي تنكر لاهوت السيد المسيح، وكان على علاقة وثيقة بالقديسين أثناسيوس الإسكندري ويوليوس الروماني. ذاق الأمرين وتعرض للنفي خمس مرات أثناء فترة أسقفيته (336-351 م)، وذلك بتدبيرات أوسابيوس النيقوميدي ومقدونيوس منكر لاهوت الروح القدس.
وُلد في مدينة تسالونيكى في أواخر القرن الثالث، ونشأ محبًا لله، متمسكًا بالإيمان المستقيم. جاء إلى القسطنطينية، وإذ رأى فيه البطريرك الكسندروس حياة تقوية صادقة مع علم ومعرفة وتمسك بالإيمان سامه كاهنًا، فأحبه شعب القسطنطينية حتى إذ شعر البطريرك بقرب انتقاله أشار إليه ليكون خليفة له.
أسقفيته:
سيم أسقفًا عام 336 م وكان ذلك بداية حمل صليبه من الهراطقة الذين بذلوا كل جهدهم لمقاومته حتى لحظات انتقاله. استطاع أوسابيوس النيقوميدي خلال اعتزاز أخت الإمبراطور به أن يحث قسطنطين على نفي القديس بولس بعد أن قدم هو وأعوانه وشايات وافتراءات أثارت الإمبراطور ضده. وقد حاولوا بعد النفي أن ينتخبوا بطريركًا عوضًا عنه لكن قسطنطين رفض.
بقى القديس في منفاه حتى مات قسطنطين سنة 338 م، فعاد إلى كرسيه، كما عاد أثناسيوس الرسولي وأوستاثيوس الأنطاكي ومركلس أسقف أنقرة وغيرهم إلى كراسيهم.
نفيه للمرة الثانية:
قسم قسطنطين مملكته قبل وفاته على أولاده الثلاثة، فكان الشرق والقسطنطينية من نصيب قسطنديوس، وإيطاليا وأفريقيا من نصيب قنسطان، والغرب من نصيب قسطنطين الثاني. وكان قسطنديوس يميل إلى الأريوسيين فقام بنفي البطريرك ليقيم أوسابيوس النيقوميدي خلفًا له على كرسي القسطنطينية، لكن الأخير مات عام 341 فاستراحت الكنيسة من مؤامراته الشريرة. أقام الأريوسيون الشماس مقدونيوس خلفًا له بينما استعاد الأرثوذكس بولس البطريرك الشرعي، وحدث احتكاك بين الفريقين، حتى سقط قتلى وجرحى، فأرسل الإمبراطور رئيس جيوشه أرموجانس لاستتباب الأمر، لكنه قُتل، فجاء الملك وصفح عن الكل، وبسبب ميله للأريوسيين استبعد البطريرك بولس للمرة الثالثة.
وجد الأريوسيون فرصتهم لنشر بدعتهم، كما قام مقدونيوس بنشر بدعة جديدة وهى إنكاره لاهوت الروح القدس. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء). سمع البطريرك بما حدث وشعر بالمسئولية تجاه شعبه فاضطر أن يرجع إلى القسطنطينية يثبت شعبه على الإيمان المستقيم ويفند الأضاليل. سمع الملك فأرسل من يمسك به سرًا وينزله بالحبال من نافذة ليقوده إلى سنغاري في بلاد ما بين النهرين كمنفى، ثم أُعيد إلى حمص وتُرك هناك، فاحتمل الآلام بشكر في منفاه الرابع.
سمع يوليوس أسقف (بابا) روما بما حلّ ببولس، فاستعان بقنسطان إمبراطور إيطاليا المحب للكنيسة، الذي توسط لدى أخيه قسطنديوس لإعادة الأساقفة المنفيين، وذلك بعد أن عُقد مجمع في سرديكا عام 347 حرم مقدونيوس والأريوسيين. استقبلت القسطنطينية بطريركها بفرح عظيم، وكان القديس بولس يبذل كل جهده في رعايته لشعب الله.
إذ أُغتيل الملك قنسطان وجد الأريوسيون فرصتهم للافتراء على البطريرك بولس واتهامه بالهرطقة والرذيلة لينفيه الملك للمرة الخامسة في جبال أرمينيا الصغرى حيث تنيح هناك عام 351 من شدة ما لاقاه من أتعاب وجوع وعطش، محتملاً الآلام بفرح.
تعيد له الكنيسة اللاتينية في 7 نوفمبر، وتعيد له الكنيسة القبطية في 5 بابة.