عرف بتقواه وعلمه في الكتب المقدسة، لذا سيم قسًا على القسطنطينية. ولما انعقد مجمع خلقيدونية أدرك هذا الأب ما وراء هذا المجمع من دوافع نفسية في الغرب تجاه الإسكندرية تحت ستار العقيدة، فامتنع عن الحضور محتجًا بالمرض، وكان يعلن لأصدقائه أنه يشكر الله لأنه لم يشترك في أعمال هذا المجمع. إذ مات البطريرك أناطوليوس سيم هذا الأب بطريركًا على القسطنطينية، وقد بذل كل الجهد لإزالة ما قد سببه مجمع خلقيدونية من انشقاقات ومتاعب في الشرق، خاصة في مصر حيث كان الملوك يبعثون أسقفا على الإسكندرية معينًا من قبلهم لا عمل له إلا تحطيم الكنيسة المصرية. أرسل البطريرك أكاكيوس رسالة إلى القديس بطرس بابا الإسكندرية يعلن شركة إيمانهما، تبعها عدة رسائل مملوءة محبة، وكان يعمل في الخفاء بعد أن أدرك فشله في إصلاح الموقف. أرسل البابا بطرس رسالة إليه مع ثلاثة من الأساقفة دخلوا القسطنطينية متنكرين، فأكرمهم البطريرك، وقرأ الرسالة على خاصته من متقدمي المدينة المستقيمي الإيمان، فصادقوا عليها، وكتب أمامهم رسالة للبابا بطرس. صحب الأساقفة الثلاثة إلى بعض الأديرة واشترك معهم في خدمة القداس الإلهي، وتبارك الفريقان من بعضهما البعض. قبل البابا بطرس الرسالة بفرح، وأمر بذكر اسم البطريرك أكاكيوس في الليتورجيات العامة، وإذ عرف أساقفة الروم نفوا القديس أكاكيوس، وبقى في منفاه حتى تنيح في الثلاثين من هاتور.