الإصحاح الثلاثون
30: 1 و اما الان فقد ضحك علي اصاغري اياما الذين كنت استنكف من ان اجعل ابائهم مع كلاب غنمي
30: 2 قوة ايديهم ايضا ما هي لي فيهم عجزت الشيخوخة
30: 3 في العوز و المحل مهزولون عارقون اليابسة التي هي منذ امس خراب و خربة
30: 4 الذين يقطفون الملاح عند الشيح و اصول الرتم خبزهم
30: 5 من الوسط يطردون يصيحون عليهم كما على لص
30: 6 للسكن في اودية مرعبة و ثقب التراب و الصخور
30: 7 بين الشيح ينهقون تحت العوسج ينكبون
30: 8 ابناء الحماقة بل ابناء اناس بلا اسم سيطوا من الارض
30: 9 اما الان فصرت اغنيتهم و اصبحت لهم مثلا
30: 10 يكرهونني يبتعدون عني و امام وجهي لم يمسكوا عن البسق
30: 11 لانه اطلق العنان و قهرني فنزعوا الزمام قدامي
30: 12 عن اليمين الفروخ يقومون يزيحون رجلي و يعدون علي طرقهم للبوار
30: 13 افسدوا سبلي اعانوا على سقوطي لا مساعد عليهم
30: 14 ياتون كصدع عريض تحت الهدة يتدحرجون
30: 15 انقلبت علي اهوال طردت كالريح نعمتي فعبرت كالسحاب سعادتي
30: 16 فالان انهالت نفسي علي و اخذتني ايام المذلة
30: 17 الليل ينخر عظامي في و عارقي لا تهجع
30: 18 بكثرة الشدة تنكر لبسي مثل جيب قميصي حزمتني
30: 19 قد طرحني في الوحل فاشبهت التراب و الرماد
30: 20 اليك اصرخ فما تستجيب لي اقوم فما تنتبه الي
30: 21 تحولت الى جاف من نحوي بقدرة يدك تضطهدني
30: 22 حملتني اركبتني الريح و ذوبتني تشوها
30: 23 لاني اعلم انك الى الموت تعيدني و الى بيت ميعاد كل حي
30: 24 و لكن في الخراب الا يمد يدا في البلية الا يستغيث عليها
30: 25 الم ابك لمن عسر يومه الم تكتئب نفسي على المسكين
30: 26 حينما ترجيت الخير جاء الشر و انتظرت النور فجاء الدجى
30: 27 امعائي تغلي و لا تكف تقدمتني ايام المذلة
30: 28 اسوددت لكن بلا شمس قمت في الجماعة اصرخ
30: 29 صرت اخا للذئاب و صاحبا لرئال النعام
30: 30 حرش جلدي علي و عظامي احترت من الحرارة في
30: 31 صار عودي للنوح و مزماري لصوت الباكين
الإصحاح الحادي والثلاثون
31: 1 عهدا قطعت لعيني فكيف اتطلع في عذراء
31: 2 و ما هي قسمة الله من فوق و نصيب القدير من الاعالي
31: 3 اليس البوار لعامل الشر و النكر لفاعلي الاثم
31: 4 اليس هو ينظر طرقي و يحصي جميع خطواتي
31: 5 ان كنت قد سلكت مع الكذب او اسرعت رجلي الى الغش
31: 6 ليزني في ميزان الحق فيعرف الله كمالي
31: 7 ان حادت خطواتي عن الطريق و ذهب قلبي وراء عيني او لصق عيب بكفي
31: 8 ازرع و غيري ياكل و فروعي تستاصل
31: 9 ان غوي قلبي على امراة او كمنت على باب قريبي
31: 10 فلتطحن امراتي لاخر و لينحن عليها اخرون
31: 11 لان هذه رذيلة و هي اثم يعرض للقضاة
31: 12 لانها نار تاكل حتى الى الهلاك و تستاصل كل محصولي
31: 13 ان كنت رفضت حق عبدي و امتي في دعواهما علي
31: 14 فماذا كنت اصنع حين يقوم الله و اذا افتقد فبماذا اجيبه
31: 15 اوليس صانعي في البطن صانعه و قد صورنا واحد في الرحم
31: 16 ان كنت منعت المساكين عن مرادهم او افنيت عيني الارملة
31: 17 او اكلت لقمتي وحدي فما اكل منها اليتيم
31: 18 بل منذ صباي كبر عندي كاب و من بطن امي هديتها
31: 19 ان كنت رايت هالكا لعدم اللبس او فقيرا بلا كسوة
31: 20 ان لم تباركني حقواه و قد استدفا بجزة غنمي
31: 21 ان كنت قد هززت يدي على اليتيم لما رايت عوني في الباب
31: 22 فلتسقط عضدي من كتفي و لتنكسر ذراعي من قصبتها
31: 23 لان البوار من الله رعب علي و من جلاله لم استطع
31: 24 ان كنت قد جعلت الذهب عمدتي او قلت للابريز انت متكلي
31: 25 ان كنت قد فرحت اذ كثرت ثروتي و لان يدي وجدت كثيرا
31: 26 ان كنت قد نظرت الى النور حين ضاء او الى القمر يسير بالبهاء
31: 27 و غوي قلبي سرا و لثم يدي فمي
31: 28 فهذا ايضا اثم يعرض للقضاة لاني اكون قد جحدت الله من فوق
31: 29 ان كنت قد فرحت ببلية مبغضي او شمت حين اصابه سوء
31: 30 بل لم ادع حنكي يخطئ في طلب نفسه بلعنة
31: 31 ان كان اهل خيمتي لم يقولوا من ياتي باحد لم يشبع من طعامه
31: 32 غريب لم يبت في الخارج فتحت للمسافر ابوابي
31: 33 ان كنت قد كتمت كالناس ذنبي لاخفاء اثمي في حضني
31: 34 اذ رهبت جمهورا غفيرا و روعتني اهانة العشائر فكففت و لم اخرج من الباب
31: 35 من لي بمن يسمعني هوذا امضائي ليجبني القدير و من لي بشكوى كتبها خصمي
31: 36 فكنت احملها على كتفي كنت اعصبها تاجا لي
31: 37 كنت اخبره بعدد خطواتي و ادنو منه كشريف
31: 38 ان كانت ارضي قد صرخت علي و تباكت اتلامها جميعا
31: 39 ان كنت قد اكلت غلتها بلا فضة او اطفات انفس اصحابها
31: 40 فعوض الحنطة لينبت شوك و بدل الشعير زوان تمت اقوال ايوب
الإصحاح الثاني والثلاثون
32: 1 فكف هؤلاء الرجال الثلاثة عن مجاوبة ايوب لكونه بارا في عيني نفسه
32: 2 فحمي غضب اليهو بن برخئيل البوزي من عشيرة رام على ايوب حمي غضبه لانه حسب نفسه ابر من الله
32: 3 و على اصحابه الثلاثة حمي غضبه لانهم لم يجدوا جوابا و استذنبوا ايوب
32: 4 و كان اليهو قد صبر على ايوب بالكلام لانهم اكثر منه اياما
32: 5 فلما راى اليهو انه لا جواب في افواه الرجال الثلاثة حمي غضبه
32: 6 فاجاب اليهو بن برخئيل البوزي و قال انا صغير في الايام و انتم شيوخ لاجل ذلك خفت و خشيت ان ابدي لكم رايي
32: 7 قلت الايام تتكلم و كثرة السنين تظهر حكمة
32: 8 و لكن في الناس روحا و نسمة القدير تعقلهم
32: 9 ليس الكثيرو الايام حكماء و لا الشيوخ يفهمون الحق
32: 10 لذلك قلت اسمعوني انا ايضا ابدي رايي
32: 11 هانذا قد صبرت لكلامكم اصغيت الى حججكم حتى فحصتم الاقوال
32: 12 فتاملت فيكم و اذ ليس من حج ايوب و لا جواب منكم لكلامه
32: 13 فلا تقولوا قد وجدنا حكمة الله يغلبه لا الانسان
32: 14 فانه لم يوجه الي كلامه و لا ارد عليه انا بكلامكم
32: 15 تحيروا لم يجيبوا بعد انتزع عنهم الكلام
32: 16 فانتظرت لانهم لم يتكلموا لانهم وقفوا لم يجيبوا بعد
32: 17 فاجيب انا ايضا حصتي و ابدي انا ايضا رايي
32: 18 لاني ملان اقوالا روح باطني تضايقني
32: 19 هوذا بطني كخمر لم تفتح كالزقاق الجديدة يكاد ينشق
32: 20 اتكلم فافرج افتح شفتي و اجيب
32: 21 لا احابين وجه رجل و لا املث انسانا
32: 22 لاني لا اعرف الملث لانه عن قليل ياخذني صانعي
الإصحاح الثالث والثلاثون
33: 1 و لكن اسمع الان يا ايوب اقوالي و اصغ الى كل كلامي
33: 2 هانذا قد فتحت فمي لساني نطق في حنكي
33: 3 استقامة قلبي كلامي و معرفة شفتي هما تنطقان بها خالصة
33: 4 روح الله صنعني و نسمة القدير احيتني
33: 5 ان استطعت فاجبني احسن الدعوى امامي انتصب
33: 6 هانذا حسب قولك عوضا عن الله انا ايضا من الطين تقرصت
33: 7 هوذا هيبتي لا ترهبك و جلالي لا يثقل عليك
33: 8 انك قد قلت في مسامعي و صوت اقوالك سمعت
33: 9 قلت انا بريء بلا ذنب زكي انا و لا اثم لي
33: 10 هوذا يطلب علي علل عداوة يحسبني عدوا له
33: 11 وضع رجلي في المقطرة يراقب كل طرقي
33: 12 ها انك في هذا لم تصب انا اجيبك لان الله اعظم من الانسان
33: 13 لماذا تخاصمه لان كل اموره لا يجاوب عنها
33: 14 لكن الله يتكلم مرة و باثنتين لا يلاحظ الانسان
33: 15 في حلم في رؤيا الليل عند سقوط سبات على الناس في النعاس على المضجع
33: 16 حينئذ يكشف اذان الناس و يختم على تاديبهم
33: 17 ليحول الانسان عن عمله و يكتم الكبرياء عن الرجل
33: 18 ليمنع نفسه عن الحفرة و حياته من الزوال بحربة الموت
33: 19 ايضا يؤدب بالوجع على مضجعه و مخاصمة عظامه دائمة
33: 20 فتكره حياته خبزا و نفسه الطعام الشهي
33: 21 فيبلى لحمه عن العيان و تنبري عظامه فلا ترى
33: 22 و تقرب نفسه الى القبر و حياته الى المميتين
33: 23 ان وجد عنده مرسل وسيط واحد من الف ليعلن للانسان استقامته
33: 24 يترءاف عليه و يقول اطلقه عن الهبوط الى الحفرة قد وجدت فدية
33: 25 يصير لحمه اغض من لحم الصبي و يعود الى ايام شبابه
33: 26 يصلي الى الله فيرضى عنه و يعاين وجهه بهتاف فيرد على الانسان بره
33: 27 يغني بين الناس فيقول قد اخطات و عوجت المستقيم و لم اجاز عليه
33: 28 فدى نفسي من العبور الى الحفرة فترى حياتي النور
33: 29 هوذا كل هذه يفعلها الله مرتين و ثلاثا بالانسان
33: 30 ليرد نفسه من الحفرة ليستنير بنور الاحياء
33: 31 فاصغ يا ايوب و استمع لي انصت فانا اتكلم
33: 32 ان كان عندك كلام فاجبني تكلم فاني اريد تبريرك
33: 33 و الا فاستمع انت لي انصت فاعلمك الحكمة
الإصحاح الرابع والثلاثون
34: 1 فاجاب اليهو و قال
34: 2 اسمعوا اقوالي ايها الحكماء و اصغوا لي ايها العارفون
34: 3 لان الاذن تمتحن الاقوال كما ان الحنك يذوق طعاما
34: 4 لنمتحن لانفسنا الحق و نعرف بين انفسنا ما هو طيب
34: 5 لان ايوب قال تبررت و الله نزع حقي
34: 6 عند محاكمتي اكذب جرحي عديم الشفاء من دون ذنب
34: 7 فاي انسان كايوب يشرب الهزء كالماء
34: 8 و يسير متحدا مع فاعلي الاثم و ذاهبا مع اهل الشر
34: 9 لانه قال لا ينتفع الانسان بكونه مرضيا عند الله
34: 10 لاجل ذلك اسمعوا لي يا ذوي الالباب حاشا لله من الشر و للقدير من الظلم
34: 11 لانه يجازي الانسان على فعله و ينيل الرجل كطريقه
34: 12 فحقا ان الله لا يفعل سوءا و القدير لا يعوج القضاء
34: 13 من وكله بالارض و من صنع المسكونة كلها
34: 14 ان جعل عليه قلبه ان جمع الى نفسه روحه و نسمته
34: 15 يسلم الروح كل بشر جميعا و يعود الانسان الى التراب
34: 16 فان كان لك فهم فاسمع هذا و اصغ الى صوت كلماتي
34: 17 العل من يبغض الحق يتسلط ام البار الكبير تستذنب
34: 18 ايقال للملك يا لئيم و للندباء يا اشرار
34: 19 الذي لا يحابي بوجوه الرؤساء و لا يعتبر موسعا دون فقير لانهم جميعهم عمل يديه
34: 20 بغتة يموتون و في نصف الليل يرتج الشعب و يزولون و ينزع الاعزاء لا بيد
34: 21 لان عينيه على طرق الانسان و هو يرى كل خطواته
34: 22 لا ظلام و لا ظل موت حيث تختفي عمال الاثم
34: 23 لانه لا يلاحظ الانسان زمانا للدخول في المحاكمة مع الله
34: 24 يحطم الاعزاء من دون فحص و يقيم اخرين مكانهم
34: 25 لكنه يعرف اعمالهم و يقلبهم ليلا فينسحقون
34: 26 لكونهم اشرارا يصفقهم في مراى الناظرين
34: 27 لانهم انصرفوا من ورائه و كل طرقه لم يتاملوها
34: 28 حتى بلغوا اليه صراخ المسكين فسمع زعقة البائسين
34: 29 اذا هو سكن فمن يشغب و اذا حجب وجهه فمن يراه سواء كان على امة او على انسان
34: 30 حتى لا يملك الفاجر و لا يكون شركا للشعب
34: 31 و لكن هل لله قال احتملت لا اعود افسد
34: 32 ما لم ابصره فارنيه انت ان كنت قد فعلت اثما فلا اعود افعله
34: 33 هل كرايك يجازيه قائلا لانك رفضت فانت تختار لا انا و بما تعرفه تكلم
34: 34 ذوو الالباب يقولون لي بل الرجل الحكيم الذي يسمعني يقول
34: 35 ان ايوب يتكلم بلا معرفة و كلامه ليس بتعقل
34: 36 فليت ايوب كان يمتحن الى الغاية من اجل اجوبته كاهل الاثم
34: 37 لكنه اضاف الى خطيته معصية يصفق بيننا و يكثر كلامه على الله
الإصحاح الخامس والثلاثون
35: 1 فاجاب اليهو و قال
35: 2 اتحسب هذا حقا قلت انا ابر من الله
35: 3 لانك قلت ماذا يفيدك بماذا انتفع اكثر من خطيتي
35: 4 انا ارد عليك كلاما و على اصحابك معك
35: 5 انظر الى السماوات و ابصر و لاحظ الغمام انها اعلى منك
35: 6 ان اخطات فماذا فعلت به و ان كثرت معاصيك فماذا عملت له
35: 7 ان كنت بارا فماذا اعطيته او ماذا ياخذه من يدك
35: 8 لرجل مثلك شرك و لابن ادم برك
35: 9 من كثرة المظالم يصرخون يستغيثون من ذراع الاعزاء
35: 10 و لم يقولوا اين الله صانعي مؤتي الاغاني في الليل
35: 11 الذي يعلمنا اكثر من وحوش الارض و يجعلنا احكم من طيور السماء
35: 12 ثم يصرخون من كبرياء الاشرار و لا يستجيب
35: 13 و لكن الله لا يسمع كذبا و القدير لا ينظر اليه
35: 14 فاذا قلت انك لست تراه فالدعوى قدامه فاصبر له
35: 15 و اما الان فلان غضبه لا يطالب و لا يبالي بكثرة الزلات
35: 16 فغر ايوب فاه بالباطل و كبر الكلام بلا معرفة
الإصحاح السادس والثلاثون
36: 1 و عاد اليهو فقال
36: 2 اصبر علي قليلا فابدي لك انه بعد لاجل الله كلام
36: 3 احمل معرفتي من بعيد و انسب برا لصانعي
36: 4 حقا لا يكذب كلامي صحيح المعرفة عندك
36: 5 هوذا الله عزيز و لكنه لا يرذل احدا عزيز قدرة القلب
36: 6 لا يحيي الشرير بل يجري قضاء البائسين
36: 7 لا يحول عينيه عن البار بل مع الملوك يجلسهم على الكرسي ابدا فيرتفعون
36: 8 ان اوثقوا بالقيود ان اخذوا في حبالة الذل
36: 9 فيظهر لهم افعالهم و معاصيهم لانهم تجبروا
36: 10 و يفتح اذانهم للانذار و يامر بان يرجعوا عن الاثم
36: 11 ان سمعوا و اطاعوا قضوا ايامهم بالخير و سنيهم بالنعم
36: 12 و ان لم يسمعوا فبحربة الموت يزولون و يموتون بعدم المعرفة
36: 13 اما فجار القلب فيذخرون غضبا لا يستغيثون اذا هو قيدهم
36: 14 تموت نفسهم في الصبا و حياتهم بين المابونين
36: 15 ينجي البائس في ذله و يفتح اذانهم في الضيق
36: 16 و ايضا يقودك من وجه الضيق الى رحب لا حصر فيه و يملا مؤونة مائدتك دهنا
36: 17 حجة الشرير اكملت فالحجة و القضاء يمسكانك
36: 18 عند غضبه لعله يقودك بصفقة فكثرة الفدية لا تفكك
36: 19 هل يعتبر غناك لا التبر و لا جميع قوى الثروة
36: 20 لا تشتاق الى الليل الذي يرفع شعوبا من مواضعهم
36: 21 احذر لا تلتفت الى الاثم لانك اخترت هذا على الذل
36: 22 هوذا الله يتعالى بقدرته من مثله معلما
36: 23 من فرض عليه طريقه او من يقول له قد فعلت شرا
36: 24 اذكر ان تعظم عمله الذي يغني به الناس
36: 25 كل انسان يبصر به الناس ينظرونه من بعيد
36: 26 هوذا الله عظيم و لا نعرفه و عدد سنيه لا يفحص
36: 27 لانه يجذب قطار الماء تسح مطرا من ضبابها
36: 28 الذي تهطله السحب و تقطره على اناس كثيرين
36: 29 فهل يعلل احد عن شق الغيم او قصيف مظلته
36: 30 هوذا بسط نوره على نفسه ثم يتغطى باصول اليم
36: 31 لانه بهذه يدين الشعوب و يرزق القوت بكثرة
36: 32 يغطي كفيه بالنور و يامره على العدو
36: 33 يخبر به رعده المواشي ايضا بصعوده
الإصحاح السابع والثلاثون
37: 1 فلهذا اضطرب قلبي و خفق من موضعه
37: 2 اسمعوا سماعا رعد صوته و الزمزمة الخارجة من فيه
37: 3 تحت كل السماوات يطلقها كذا نوره الى اكناف الارض
37: 4 بعد يزمجر صوت يرعد بصوت جلاله و لا يؤخرها اذ سمع صوته
37: 5 الله يرعد بصوته عجبا يصنع عظائم لا ندركها
37: 6 لانه يقول للثلج اسقط على الارض كذا لوابل المطر وابل امطار عزه
37: 7 يختم على يد كل انسان ليعلم كل الناس خالقهم
37: 8 فتدخل الحيوانات الماوي و تستقر في اوجرتها
37: 9 من الجنوب تاتي الاعصار و من الشمال البرد
37: 10 من نسمة الله يجعل الجمد و تتضيق سعة المياه
37: 11 ايضا بري يطرح الغيم يبدد سحاب نوره
37: 12 فهي مدورة متقلبة بادارته لتفعل كل ما يامر به على وجه الارض المسكونة
37: 13 سواء كان للتاديب او لارضه او للرحمة يرسلها
37: 14 انصت الى هذا يا ايوب و قف و تامل بعجائب الله
37: 15 اتدرك انتباه الله اليها او اضاءة نور سحابه
37: 16 اتدرك موازنة السحاب معجزات الكامل المعارف
37: 17 كيف تسخن ثيابك اذا سكنت الارض من ريح الجنوب
37: 18 هل صفحت معه الجلد الممكن كالمراة المسبوكة
37: 19 علمنا ما نقول له اننا لا نحسن الكلام بسبب الظلمة
37: 20 هل يقص عليه كلامي اذا تكلمت هل ينطق الانسان لكي يبتلع
37: 21 و الان لا يرى النور الباهر الذي هو في الجلد ثم تعبر الريح فتنقيه
37: 22 من الشمال ياتي ذهب عند الله جلال مرهب
37: 23 القدير لا ندركه عظيم القوة و الحق و كثير البر لا يجاوب
37: 24 لذلك فلتخفه الناس كل حكيم القلب لا يراعي
الإصحاح الثامن والثلاثون
38: 1 فاجاب الرب ايوب من العاصفة و قال
38: 2 من هذا الذي يظلم القضاء بكلام بلا معرفة
38: 3 اشدد الان حقويك كرجل فاني اسالك فتعلمني
38: 4 اين كنت حين اسست الارض اخبر ان كان عندك فهم
38: 5 من وضع قياسها لانك تعلم او من مد عليها مطمارا
38: 6 على اي شيء قرت قواعدها او من وضع حجر زاويتها
38: 7 عندما ترنمت كواكب الصبح معا و هتف جميع بني الله
38: 8 و من حجز البحر بمصاريع حين اندفق فخرج من الرحم
38: 9 اذ جعلت السحاب لباسه و الضباب قماطه
38: 10 و جزمت عليه حدي و اقمت له مغاليق و مصاريع
38: 11 و قلت الى هنا تاتي و لا تتعدى و هنا تتخم كبرياء لججك
38: 12 هل في ايامك امرت الصبح هل عرفت الفجر موضعه
38: 13 ليمسك باكناف الارض فينفض الاشرار منها
38: 14 تتحول كطين الخاتم و تقف كانها لابسة
38: 15 و يمنع عن الاشرار نورهم و تنكسر الذراع المرتفعة
38: 16 هل انتهيت الى ينابيع البحر او في مقصورة الغمر تمشيت
38: 17 هل انكشفت لك ابواب الموت او عاينت ابواب ظل الموت
38: 18 هل ادركت عرض الارض اخبر ان عرفته كله
38: 19 اين الطريق الى حيث يسكن النور و الظلمة اين مقامها
38: 20 حتى تاخذها الى تخومها و تعرف سبل بيتها
38: 21 تعلم لانك حينئذ كنت قد ولدت و عدد ايامك كثير
38: 22 ادخلت الى خزائن الثلج ام ابصرت مخازن البرد
38: 23 التي ابقيتها لوقت الضر ليوم القتال و الحرب
38: 24 في اي طريق يتوزع النور و تتفرق الشرقية على الارض
38: 25 من فرع قنوات للهطل و طريقا للصواعق
38: 26 ليمطر على ارض حيث لا انسان على قفر لا احد فيه
38: 27 ليروي البلقع و الخلاء و ينبت مخرج العشب
38: 28 هل للمطر اب و من ولد ماجل الطل
38: 29 من بطن من خرج الجمد صقيع السماء من ولده
38: 30 كحجر صارت المياه اختبات و تلكد وجه الغمر
38: 31 هل تربط انت عقد الثريا او تفك ربط الجبار
38: 32 اتخرج المنازل في اوقاتها و تهدي النعش مع بناته
38: 33 هل عرفت سنن السماوات او جعلت تسلطها على الارض
38: 34 اترفع صوتك الى السحب فيغطيك فيض المياه
38: 35 اترسل البروق فتذهب و تقول لك ها نحن
38: 36 من وضع في الطخاء حكمة او من اظهر في الشهب فطنة
38: 37 من يحصي الغيوم بالحكمة و من يسكب ازقاق السماوات
38: 38 اذ ينسبك التراب سبكا و يتلاصق المدر
38: 39 اتصطاد للبوة فريسة ام تشبع نفس الاشبال
38: 40 حين تجرمز في عريسها و تجلس في عيصها للكمون
38: 41 من يهيئ للغراب صيده اذ تنعب فراخه الى الله و تتردد لعدم القوت
الإصحاح التاسع والثلاثون
39: 1 اتعرف وقت ولادة وعول الصخور او تلاحظ مخاض الايائل
39: 2 اتحسب الشهور التي تكملها او تعلم ميقات ولادتهن
39: 3 يبركن و يضعن اولادهن يدفعن اوجاعهن
39: 4 تبلغ اولادهن تربو في البرية تخرج و لا تعود اليهن
39: 5 من سرح الفراء حرا و من فك ربط حمار الوحش
39: 6 الذي جعلت البرية بيته و السباخ مسكنه
39: 7 يضحك على جمهور القرية لا يسمع زجر السائق
39: 8 دائرة الجبال مرعاه و على كل خضرة يفتش
39: 9 ايرضى الثور الوحشي ان يخدمك ام يبيت عند معلفك
39: 10 اتربط الثور الوحشي برباطه في التلم ام يمهد الاودية وراءك
39: 11 اتثق به لان قوته عظيمة او تترك له تعبك
39: 12 اتاتمنه انه ياتي بزرعك و يجمع الى بيدرك
39: 13 جناح النعامة يرفرف افهو منكب راوف ام ريش
39: 14 لانها تترك بيضها و تحميه في التراب
39: 15 و تنسى ان الرجل تضغطه او حيوان البر يدوسه
39: 16 تقسو على اولادها كانها ليست لها باطل تعبها بلا اسف
39: 17 لان الله قد انساها الحكمة و لم يقسم لها فهما
39: 18 عندما تحوذ نفسها الى العلاء تضحك على الفرس و على راكبه
39: 19 هل انت تعطي الفرس قوته و تكسو عنقه عرفا
39: 20 اتوثبه كجرادة نفخ منخره مرعب
39: 21 يبحث في الوادي و ينفز بباس يخرج للقاء الاسلحة
39: 22 يضحك على الخوف و لا يرتاع و لا يرجع عن السيف
39: 23 عليه تصل السهام و سنان الرمح و المزراق
39: 24 في وثبه و رجزه يلتهم الارض و لا يؤمن انه صوت البوق
39: 25 عند نفخ البوق يقول هه و من بعيد يستروح القتال صياح القواد و الهتاف
39: 26 امن فهمك يستقل العقاب و ينشر جناحيه نحو الجنوب
39: 27 او بامرك يحلق النسر و يعلي وكره
39: 28 يسكن الصخر و يبيت على سن الصخر و المعقل
39: 29 من هناك يتحسس قوته تبصره عيناه من بعيد
39: 30 فراخه تحسو الدم و حيثما تكن القتلى فهناك هو
الإصحاح الأربعون
40: 1 فاجاب الرب ايوب فقال
40: 2 هل يخاصم القدير موبخه ام المحاج الله يجاوبه
40: 3 فاجاب ايوب الرب و قال
40: 4 ها انا حقير فماذا اجاوبك وضعت يدي على فمي
40: 5 مرة تكلمت فلا اجيب و مرتين فلا ازيد
40: 6 فاجاب الرب ايوب من العاصفة فقال
40: 7 الان شد حقويك كرجل اسالك فتعلمني
40: 8 لعلك تناقض حكمي تستذنبني لكي تتبرر انت
40: 9 هل لك ذراع كما لله و بصوت مثل صوته ترعد
40: 10 تزين الان بالجلال و العز و البس المجد و البهاء
40: 11 فرق فيض غضبك و انظر كل متعظم و اخفضه
40: 12 انظر الى كل متعظم و ذلله و دس الاشرار في مكانهم
40: 13 اطمرهم في التراب معا و احبس وجوههم في الظلام
40: 14 فانا ايضا احمدك لان يمينك تخلصك
40: 15 هوذا بهيموث الذي صنعته معك ياكل العشب مثل البقر
40: 16 ها هي قوته في متنيه و شدته في عضل بطنه
40: 17 يخفض ذنبه كارزة عروق فخذيه مضفورة
40: 18 عظامه انابيب نحاس جرمها حديد ممطول
40: 19 هو اول اعمال الله الذي صنعه اعطاه سيفه
40: 20 لان الجبال تخرج له مرعى و جميع وحوش البر تلعب هناك
40: 21 تحت السدرات يضطجع في ستر القصب و الغمقة
40: 22 تظلله السدرات بظلها يحيط به صفصاف السواقي
40: 23 هوذا النهر يفيض فلا يفر هو يطمئن و لو اندفق الاردن في فمه
40: 24 هل يؤخذ من امامه هل يثقب انفه بخزامة
الإصحاح الحادي والأربعون
41: 1 اتصطاد لوياثان بشص او تضغط لسانه بحبل
41: 2 اتضع اسلة في خطمه ام تثقب فكه بخزامة
41: 3 ايكثر التضرعات اليك ام يتكلم معك باللين
41: 4 هل يقطع معك عهدا فتتخذه عبدا مؤبدا
41: 5 اتلعب معه كالعصفور او تربطه لاجل فتياتك
41: 6 هل تحفر جماعة الصيادين لاجله حفرة او يقسمونه بين الكنعانيين
41: 7 اتملا جلده حرابا و راسه بالال السمك
41: 8 ضع يدك عليه لا تعد تذكر القتال
41: 9 هوذا الرجاء به كاذب الا يكب ايضا برؤيته
41: 10 ليس من شجاع يوقظه فمن يقف اذا بوجهي
41: 11 من تقدمني فاوفيه ما تحت كل السماوات هو لي
41: 12 لا اسكت عن اعضائه و خبر قوته و بهجة عدته
41: 13 من يكشف وجه لبسه و من يدنو من مثنى لجمته
41: 14 من يفتح مصراعي فمه دائرة اسنانه مرعبة
41: 15 فخره مجان مانعة محكمة مضغوطة بخاتم
41: 16 الواحد يمس الاخر فالريح لا تدخل بينها
41: 17 كل منها ملتصق بصاحبه متلكدة لا تنفصل
41: 18 عطاسه يبعث نورا و عيناه كهدب الصبح
41: 19 من فيه تخرج مصابيح شرار نار تتطاير منه
41: 20 من منخريه يخرج دخان كانه من قدر منفوخ او من مرجل
41: 21 نفسه يشعل جمرا و لهيب يخرج من فيه
41: 22 في عنقه تبيت القوة و امامه يدوس الهول
41: 23 مطاوي لحمه متلاصقة مسبوكة عليه لا تتحرك
41: 24 قلبه صلب كالحجر و قاس كالرحى
41: 25 عند نهوضه تفزع الاقوياء من المخاوف يتيهون
41: 26 سيف الذي يلحقه لا يقوم و لا رمح و لا مزراق و لا درع
41: 27 يحسب الحديد كالتبن و النحاس كالعود النخر
41: 28 لا يستفزه نبل القوس حجارة المقلاع ترجع عنه كالقش
41: 29 يحسب المقمعة كقش و يضحك على اهتزاز الرمح
41: 30 تحته قطع خزف حادة يمدد نورجا على الطين
41: 31 يجعل العمق يغلي كالقدر و يجعل البحر كقدر عطارة
41: 32 يضيء السبيل وراءه فيحسب اللج اشيب
41: 33 ليس له في الارض نظير صنع لعدم الخوف
41: 34 يشرف على كل متعال هو ملك على كل بني الكبرياء
الإصحاح الثاني والأربعون
42: 1 فاجاب ايوب الرب فقال
42: 2 قد علمت انك تستطيع كل شيء و لا يعسر عليك امر
42: 3 فمن ذا الذي يخفي القضاء بلا معرفة و لكني قد نطقت بما لم افهم بعجائب فوقي لم اعرفها
42: 4 اسمع الان و انا اتكلم اسالك فتعلمني
42: 5 بسمع الاذن قد سمعت عنك و الان راتك عيني
42: 6 لذلك ارفض و اندم في التراب و الرماد
42: 7 و كان بعدما تكلم الرب مع ايوب بهذا الكلام ان الرب قال لاليفاز التيماني قد احتمى غضبي عليك و على كلا صاحبيك لانكم لم تقولوا في الصواب كعبدي ايوب
42: 8 و الان فخذوا لانفسكم سبعة ثيران و سبعة كباش و اذهبوا الى عبدي ايوب و اصعدوا محرقة لاجل انفسكم و عبدي ايوب يصلي من اجلكم لاني ارفع وجهه لئلا اصنع معكم حسب حماقتكم لانكم لم تقولوا في الصواب كعبدي ايوب
42: 9 فذهب اليفاز التيماني و بلدد الشوحي و صوفر النعماتي و فعلوا كما قال الرب لهم و رفع الرب وجه ايوب
42: 10 و رد الرب سبي ايوب لما صلى لاجل اصحابه و زاد الرب على كل ما كان لايوب ضعفا
42: 11 فجاء اليه كل اخوته و كل اخواته و كل معارفه من قبل و اكلوا معه خبزا في بيته و رثوا له و عزوه عن كل الشر الذي جلبه الرب عليه و اعطاه كل منهم قسيطة واحدة و كل واحد قرطا من ذهب
42: 12 و بارك الرب اخرة ايوب اكثر من اولاه و كان له اربعة عشر الفا من الغنم و ستة الاف من الابل و الف فدان من البقر و الف اتان
42: 13 و كان له سبعة بنين و ثلاث بنات
42: 14 و سمى اسم الاولى يميمة و اسم الثانية قصيعة و اسم الثالثة قرن هفوك
42: 15 و لم توجد نساء جميلات كبنات ايوب في كل الارض و اعطاهن ابوهن ميراثا بين اخوتهن
42: 16 و عاش ايوب بعد هذا مئة و اربعين سنة و راى بنيه و بني بنيه الى اربعة اجيال
42: 17 ثم مات ايوب شيخا و شبعان الايام